نص كلمة السيد نيجرفاني بارزاني رئيس وزراء اقليم كوردستان في مراسم تكريم الطلبة الاوائل للصف الثاني عشر التي جرت على قاعة الشهيد سعد عبدالله في مدينة اربيل:

ايها الطلبة الاعزاء،
الاباء والامهات واقاربهم الكرام
المعلمون، الضيوف والحضور المحترمون،
تحية لكم، ونهاركم سعيد.

في مستهل حديثي ارحب ترحيبا حارا بالسيد الدكتور بشير حداد نائب رئيس البرلمان العراقي الذي شرفنا بحضوره لهذه المراسم، كما وارحب بقناصل البلدان الخارجية في اربيل الذين حضروا المراسم.

انه لمن دواعي سروري البالغ ان اجتمع معكم اعزائي الطلبة الذين تخرجتم في امتحانات نهاية السنة الدراسية وانتم اذكى وافهم المتخرجين. ابارك لكم هذا النجاح، كما وابارك لاساتذتكم ولامهاتكم وآبائكم وكافة اعضاء عائلتكم.

ايها الطلبة الاحبة،
انتم موضع الافتخار ليس لانفسكم وعوائلكم فحسب، انما لنا نحن ايضا كحومة اقليم كوردستان، وكذلك لكافة الاساتذة ووزارة التربية وشعب كوردستان.

انتم اظهرتم للجميع ان مسيرة التربية والتعليم وعلى الرغم من كافة نواقص اقليم كوردستان، مسيرة بمقدورها لحد الآن من تحقيق انجازات كبيرة. ونجاحكم اثبت مرة اخرى ان اهلية وذكاء الطلبة تعود بالدرجة الاولى للطالب نفسه ولاستاذه، ثم للفرص والاجواء المحيطة وللوضع السياسي.

ارجو ان يكون مستقبلكم كما هو حال حاضركم، مضيئا ومتفائلا وجميلا. نود ان تصبحوا نموذجا للطلبة الآخرين. كما وارجو ان يتوجه ابناء كوردستان كلهم صوب العلم والتعليم اكثر من اي شيء آخر.

انتم تعلمون بان التعلم ليس فقط من اجل تلقي العلم ومستقبلكم الشخصي لان تصبحوا في المستقبل شخصية بارزة ومرموقة في المجتمع فحسب، انما هومن اجل بناء الدولة ومجتمع قوي بهدف مواجهة المناهضين والاعداء.

الشاعر الكوردي الكبير فائق بيكةس يقول في قصيدة( القرن العشرين) قبل 75 سنة:
دواء مرضنا نحن هو التعليم
والاخلاق الفاضلة وتقديم الخدمات

كما اسرد لكم كلاما آخر قيل عن العلم والتعليم. الكاتب الامريكي(وليم ئيغلتن) الف كتابا تحت عنوان(جمهورية مهاباد)، يقول خلاله:

في ثورة ايلول وحينما كان يلتحق اي طالب بصفوف الثورة، كان البارزاني ينادي عليه ويعيده الى تعليمه وحياته الدراسية، وكان يقول له( اذهب واكمل دراستك، لاننا بحاجة الى العلم والتعلم اكثر من حاجتنا للنضال المسلح).

كلام هذا الشاعر وهذا الرجل العظيم اثبات لاهمية التعليم عند شعب كوردستان منذ عصور قديمة جدا. بلاشك كانوا يعلمون ان العلم والتعليم كانا الاساس لشعب واعي ولحياة متقدمة وعصرية.

ونحن في حكومة اقليم كوردستان وعلى الرغم من اوضاع السنوات السابقة، والى جانب التاثيرات السلبية للازمات على العملية التعليمية، لم يبدر منا يوما اي تهاون اوتراخي في دعمنا للعلم والتعليم.
وان العدد الكبير للمدارس والمعلمين، وكذلك العدد الكبير للمعاهد والجامعات في الاقليم لهو اثبات لهذا الكلام ولا يترك اي مجال للشك وحديث آخر. 

دور وواجب حكومة اقليم كوردستان هو دور قيادي للطلبة وللتعليم. وهذا يثبت مرة اخرى اننا لم نكن رجال الجبال والنضال المسلح فقط، بل وضعنا نصب اعيننا اليوم وغدا، ان العلم قد غدى القائد والملهم للانسانية في اية بقعة.

نحن نريد ان نفوز في سباقنا مع محيطنا بالتعليم والعلم والذكاء. والذين كانوا بالامس يشمتون فينا ويقولون ان الكورد حتى وان اصبحت لهم حكومة لا يمكنهم ادارة انفسهم، ولكنهم اليوم قد تأخروا بشكل لا يمكنهم ان يلتحقوا حتى بغبار مسيرة كوردستان.

ايها الطلبة الاعزاء،
مثلما انتم بالاعتماد على المذاكرة وسهر الليالي وصلتم الى هذه المرتبة واصبحتم الاوائل، مثلما رفعتم رؤوسكم ورؤوس آبائكم وامهاتكم، نحن ايضا نود ان نرفع رأس كوردستان عاليا وامهات الشهداء الى حين ان نجعل من اقليمنا اجمل وردة في الشرق الاوسط. علينا ان نجعل اقليم كوردستان الناجح الاول في الامتحان السياسي.

كونوا على ثقة انه ولولا حرب داعش لكنا نخطو اليوم في مرحلة اخرى. انتم تعلمون ان داعش كان خنجرا دنيئا غرس في شعب كوردستان وفي حكومة اقليم كوردستان.

نحن في مواجهة داعش كنا رأس الرمح والنصل الرفيع. وداعش لم يضرب اي مكان في العالم بقدر ضربه لكوردستان! الله كريم فان المستقبل سيكون كفيلا باظهار من ارسل داعش علينا، ولكن عليكم ان تعرفوا ان شعب كوردستان تعرض في السابق الى خناجر دنيئة كثيرة اخرى فقط لاننا اردنا ان نبني حياة تليق بالانسان هنا.

ايها الطلبة الاحبة،
ارى انها فرصة كي اكررها مرة ثانية، مثلما قاله بيكةس والبارزاني( توجهوا للتعليم. المعلوم اننا فقط بالتعليم والعلم نتخلص من الظلام والجهل ونصل الى يومنا المضيء) باذن الله.

انتم تعرفون جيدا ان كوردستان لا زالت في بداية طريق التقدم. ونحتاج كثيرا الى كوادر ذوي القابلية والكفاءة والذكاء بمقدورهم بالدرجة الاساس تغيير النظام الاقتصادي في الاقليم. ومن اجل ذلك نحن نرنو اليكم.

من دون وجود نظام عصري متقدم في كافة المجالات الحياتية وبالاخص في قطاع التربية والتعليم، لا نستطيع ان نرتقي الى ركب المسيرة العالمية والشعوب المتقدمة.

مثلما اشرنا اليها، صحيح ان الازمات والاوضاع الصعبة في السنوات الماضية، اثرت سلبا على القطاع التربوي كباقي القطاعات الاخرى للحياة، بيد انه لا زالت كافة الاحصائيات والتقييمات التي اجرتها الجهات الدولية المعنية تظهر تقدم العملية التربوية والتعليمية في اقليم كوردستان.

ان حكومة اقليم كوردستان قد استمرت في اعتماد الاسس العالمية لترقية مستوى التعليم، مساواة الجنسين في المدارس، بناء المدارس، الاستفادة من التكنولوجيا، تقليل نسبة الامية وقلة نسبة ترك الدراسة. وبالتأكيد ستكون التربية في التسلسل الاول ضمن اولويات عمل حكومة الاقليم.

في المرحلة القادمة على وزارة التربية ان تعمل بجد من اجل ان تهتم المناهج الدراسية انطلاقا من المرحلة الاولى لرياض الاطفال والمرحلة الابتدائية، الى المراحل الاخرى اهتماما كبيرا بثقافة التعايش المشترك والتسامح وقبول الآخر دينيا وقوميا والتوائم بين المختلفين.

ليس في المجال التربوي فحسب بل في اي مجال آخر يخدم في توسيع وانتشار وانماء هذه الثقافة، فان حكومة اقليم كوردستان ومؤسساتها تعمل عليها بجدية بالغة، وعلى علماء الدين والمجتمع المدني وكذلك وسائل الاعلام ان يدعموا في هذا المجال ويلعبوا دورهم .

ايها الطلبة والشبيبة الاعزاء،
فتيات وفتيان كوردستان،
ايها الحضور الكرام،
في هذه المراسم اود ان اقدم الشكر والتقدير والعرفان لهؤلاء الاساتذة الذين يشاركون معنا اليوم وخصصوا جل عمرهم لخدمة التربية والتعليم. هم كانوا هذا المشعل الذي اضاء لنا امس وقادونا صوب اليوم والغد. ارجو لهم العمر المديد والصحة والعافية وارحب بهم مرة ثانية.

وفي هذه المراسم ايضا يشاركون معنا عدد من رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال في اقليم كوردستان الذين بنوا العديد من ابنية المدارس على نفقتهم الخاصة. باسمنا جميعا ارحب بهم ترحيبا حارا. واكرر لهم خالص الشكر والتقدير والعرفان، واشد على اياديهم وارجو ان يكثر امثالهم في كوردستان.

هؤلاء من خلال انشائهم لابنية المدارس شاركوا مشاركة فاعلة في تطوير العملية التربوية. الا سلمت اياديهم وابدوا الشهامة. ولا شك ان ذكراهم سيبقى في كوردستان ذكرى خير للابد.

شكر بالغ للسادة وزراء التربية في الحكومات السابقة لاقليم كوردستان. اشد على اياديهم لهذه الخدمات والدور البارز الذي لعبوه. ارجو لهم النجاح.

اشكر السيد الدكتور بشتيوان صادق وزير التربية وفريق الوزارة والمؤسسات التابعة لها التي بذلت كل الجهود للحيلولة دون توقف العملية التربوية والتعليمية بسبب الاوضاع الصعبة التي مرت علينا في السنوات السابقة.

شكرنا وتقديرنا للمعلمين المخلصين الذين تحملوا خلال السنوات الماضية الشدائد والصعاب ونقص الرواتب، ولكنهم لم يتركوا اطفال وشبيبة كوردستان من دون تعليم.

شكري وتقديري للبيشمركة والقوات الامنية، لشعب كوردستان كافة والموظفين الذين قدموا التفهم اللامتناهي للاوضاع الصعبة لكوردستان وتحملوا كثيرا.

وفي الختام أمل انه وعقب انتهاء هذه الانتخابات وفي الحكومة الجديدة، ان نعمل جميعنا معا من اجل تطوير كوردستان وراحة وسعادة شعبنا. عليه نحتاج اليكم والى اشخاص مثلكم لبناء وطن افضل وحياة اكثر سعادة والتي تنتظرنا في المستقبل القادم.

الخلود للارواح الطاهرة للشهداء. ننحني اجلالا امام مثاويهم المباركة. تحية وتقديرا واحتراما لعوائلهم الابية.

شكرا لحضراتكم لحضوركم في هذه المراسم، ولكنني ارها فرصة ان اشكر هؤلاء، من رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال الذين حضروا معنا ومتواجدين هنا، لا اجد جملا لاعبر بها عن سعادتي حيال عملهم الكبير الذي انجزوه. بناء المدارس مهمة وطنية وواجب مقدس  وفي الوقت عينه واجب ديني، اشكركم جميعا.

بلا شك انا على اطلاع عن قرب لانني كنت قد طلبت من بعضهم، فاغلبهم قد لبى طلبي هذا ونفذوه مشكورين. اود باسمكم جميعا وباسم شعب كوردستان ان اشكر كل هؤلاء السادة الذين يشاركون معنا اليوم في هذه المراسم. أمل بعد انتهاء هذه المراسم ان يفكر رجال اعمال كوردستان واصحاب رؤوس الاموال جديا كل حسب امكانيته ان يحاولوا من اجل انشاء ابنية المدارس.

اشكركم جميعا جزيل الشكر،
ومرحبا بكم جميعا،
شكرا جزيلا.