Skip to the content

رئيس حكومة إقليم كوردستان: ندعم جميع أشكال المفاوضات السلمية للتوصل إلى حل مناسب لمشاكل المنطقة

اربيل، اقليم كوردستان ، العراق (GOV.KRD)- انطلق في الجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك، اليوم الثلاثاء 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط، بحضور رئيس جمهورية العراق برهم صالح ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيسة برلمان كوردستان ريواز فائق.
وفي مستهل انطلاق المنتدى، ألقى رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني كلمة قال فيها: "تمر المنطقة عموماً وبلدنا على نحو خاص بمرحلة مهمة وحساسة، ويتعين علينا أن نركز على تبادل الأفكار والآراء خلال هذا المنتدى".
وأشار رئيس الحكومة إلى المياه كإحدى المشاكل التي يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الدول، بينما تمر البلاد بمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية العراقية، وأضاف: "نأمل أن نتمكن من النجاح في هذه المرحلة، وأن نعمل لإحلال السلام في العراق، وإننا نرى الآن مستجدات على المستوى الإقليمي من خلال تشكيل التحالفات وبدء حوارات بين البلدان، ونحن ندعم جميع أشكال المفاوضات السلمية للتوصل إلى حل مناسب في منطقتنا".
وخلال المنتدى، ألقى كل من رئيس جمهورية العراق ورئيس إقليم كوردستان كلمتيهما وتحدثا عن آرائهما بشأن حل المشاكل في العراق والمنطقة.
وبعد ذلك أجاب رئيس حكومة إقليم كوردستان على أسئلة الصحفي في صحيفة الغارديان البريطانية مارتن تشولوف في حلقة نقاشية خاصة.
وبشأن قضية المهاجرين، قال رئيس الحكومة: "إن قضية المهاجرين على حدود بيلاروس وبولندا تثير قلقنا العميق، وإن سلامتهم وصحتهم مهمة جداً بالنسبة لي، ونريد ضمان سلامتهم ووضعهم الصحي، ويبدو أن هناك كثيرين ومن بلدان مختلفة، وبعضهم من إقليم كوردستان.

"المهاجرون هاجروا بحرية"
وأعرب رئيس الحكومة عن أسفه بأن هؤلاء المواطنين استغلوا من قبل مهربي البشر ووقعوا ضحية لعبة سياسية، وأضاف: "هؤلاء لم يغادروا الإقليم تحت أي ضغط، وقد زاروا بيلاروس بطريقة شرعية، ولم تعترض سبيلهم شركات الطيران، ووصلوا بحرية، بهدف الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، وما يدعو للأسف أن الطقس هناك بارد جداً، وقد رأينا بعض الصور ومقاطع الفيديو على الشاشات، وأنا قلق لأن بينهم أطفال، أبرياء يدفعون ثمن اللعبة السياسية".
وحول الجهود الرامية لحل المسألة، قال رئيس الحكومة: "نحن على تواصل مع أصدقائنا في الخارج وكذلك مع بغداد لإيجاد طريقة لإعادتهم إلى الوطن بسلامة"، ودعا رئيس الحكومة المنظمات الإنسانية، ولا سيما الصليب الأحمر، إلى إغاثة العالقين، وعبّر عن أسفه لنشر معلومات مضللة وغير دقيقة إزاء المهاجرين.
وقال: " إقليم كوردستان منطقة آمنة، ويستضيف نحو مليون نازح من الذين فروا من أجزاء العراق ولاذوا بالإقليم لأنه يشعرون بأنه منطقة آمنة، ومن غير المنطقي القول إن الناس يغادرون إقليم كوردستان لأنه غير آمن، وإذا كانت مغادرتهم بسبب الوضع الاقتصادي فقد يكون ذلك صائباً، غير أن الأزمة الاقتصادية لم تفتعلها حكومة إقليم كوردستان".

وأوضح رئيس الحكومة أن الإقليم لديه مشاكل مع بغداد لسنوات عديدة، وعلى سبيل المثال، لم ترسل بغداد حصة إقليم كوردستان من الموازنة العامة لمدة 12 شهراً، ناهيك عن الأزمة المالية وتفشي كورونا مما ألقى ذلك بظلاله على الاقتصاد، لكننا لم نتوقف وبدأنا في الإصلاح، وقال: "صحيح أننا لم ندفع الرواتب بالكامل، لكننا دفعنا الرواتب في كل شهر وفق إمكاناتنا المتاحة".

فرص العمل في عهد التشكيلة الوزارية التاسعة
وعندما سُئل عن عمل التشكيلة الوزارية التاسعة وتوفر فرص عمل للشباب، قال رئيس الحكومة: "لقد وفرت الكابينة التاسعة منذ تشكيلها ولغاية الآن نحو 112 ألف فرصة عمل"، ولفت إلى تنفيذ العديد من المشاريع عن طريق القطاع الخاص أو القطاع العام أو بصورة مشتركة بين القطاعين.
وأكد وجود فرص عمل كثيرة للناس في إقليم كوردستان، مبيناً أن الإقليم بات مقصداً للباحثين عن عمل من بنغلاديش والفليبين ولبنان وأفريقياً ومن تركيا وإيران، فضلاً عن باقي أجزاء العراق، وتساءل "لم هؤلاء الناس يجدون عملاً هنا، لكن الآخرين لا يجدون عملاً؟"
وأوضح رئيس الحكومة أن العالقين الآن على الحدود بين بيلاروس وبولندا ربما كانوا يبحثون عن فرص حياة مختلفة، لكنهم أنفقوا آلاف الدولارات من أجل السفر، ولو أنهم أنفقوا هذه الأموال هنا فيمكنهم إطلاق مشاريع صغيرة مثل تلك دُشنت في دهوك والسليمانية وأربيل وباقي مدن كوردستان.
"ما لم تشرع التشكيلة الوزارية التاسعة بالإصلاح لانهارت"
وقال رئيس الحكومة: "لا أقول إن وضعنا مثالي، فلا تزال لدينا مشاكل اقتصادية وأمنية وتحديات عديدة، ونحن جزء من هذه المنطقة التي تعج بالأزمات... لكن ما قمنا به منذ تشكيل الحكومة جعلنا نتخطى تحديات جسيمة بفضل الإصلاح، وكانت مهمتنا صعبة للغاية".
وتابع: "لقد تمكّنا من البقاء في ذروة ظرف عصيب للغاية بدأ منذ بدء عملنا، وما لم تشرع التشكيلة الوزارية التاسعة بالإصلاح لانهار إقليم كوردستان".
وتطرق رئيس الحكومة إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل تعزيز الاقتصاد وخلق مزيد من فرص العمل، إلى جانب حل المشاكل العالقة مع بغداد.
"الإقليم لم يتسلم قط 17 بالمئة من الموازنة"
فيما يتعلق بالعلاقات بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، جدد رئيس الحكومة التأكيد بأن الإقليم لم يتسلم مطلقاً نسبة 17 بالمئة بخلاف ما يشاع بين الناس، مشيراً إلى أنه وبقرار شخصي من رئيس الوزراء آنذاك خفضت الحصة من 17 بالمئة من 13 بالمئة، وهذه النسبة هي الأخرى لم تتسلمها حكومة إقليم كوردستان.
وقال: "ما تتسلمه حكومة إقليم كوردستان من حصة الموازنة الاتحادية لا يتعدى 5 بالمئة"، موضحاً أن الحكومة العراقية لم ترسل حصة إقليم كوردستان لمدة 6 أشهر من موازنة 2020، و6 أشهر أخرى من موازنة 2021، ما يعني أن إقليم كوردستان لم يتسلم رواتب 12 شهراً.
دول الجوار
ورداً على سؤال حول الدول المجاورة ولا سيما سوريا، قال رئيس الحكومة: أن سوريا تعيش واقعاً جديداً، وتساءل "السؤال المهم الآن هو كيف سيكون مستقبل سوريا؟"، وأكد أن إقليم كوردستان يريد أن يتحقق الأمن والاستقرار في سوريا لما لذلك من تأثير مباشر على العراق.
كورد سوريا
قال رئيس الحكومة: "من المهم أن يعيش السكان الكورد في هذا البلد بسلام، وحاولنا أن نكون فاعل خير في الصراع بينهم، بهدف خلق رؤية موحدة للحل السياسي السلمي بين جميع الأطراف، فالنظام ليس اللاعب الوحيد، إنما أمريكا وإيران وتركيا وروسيا لها وجود في هذا البلد وجزء من مشاكله".
واستدرك: "لهذا إذا أردنا حلاً للوضع في سوريا، فيتعين على تلك البلدان التوصل إلى اتفاق يضمن مستقبل سوريا، ويأخذ في نظر الاعتبار مصالح جميع الأطراف".
"السلطة الحالية في روجافا امتداد لحزب العمال الكوردستاني"
ولدى سؤاله عن بقاء أو عودة كورد سوريا اللاجئين في إقليم كوردستان، قال رئيس الحكومة: "إن القلة عادت لكن الغالبية بقيت، وقد فروا في ذلك الوقت بسبب حرب داعش، لكنهم لم يعودوا رغم انتهاء حرب داعش، لأنهم يرون أن النظام القائم في روجافا امتداد لحزب العمال الكوردستاني، وإنهم يعتقدون أنهم لن يشعروا بالأمان في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطة روجافا، ويتساءلون عن مستقبلهم وما إذا كان عليهم العودة أو البقاء، وما هو الحل لهذا الجزء من كوردستان بين الدول القوية، مما يعني أن الناس هنا ليسوا متأكدين مما سيحصل لهم، ولهذا السبب لم يعودوا".
احتمالية انسحاب أمريكا وحماية موقع الإقليم
وإزاء احتمالية انسحاب القوات الأمريكية في العراق وسوريا وموقع إقليم كوردستان، أكد مسرور بارزاني أن هذه مسألة مهمة ونحن مع أي حل سلمي من شأنه أن يحقق الاستقرار في المنطقة وأن يضمن مشاركة جميع الأطراف بما يصون حقوق الجميع.
وقال: "تعاني المنطقة من نزاعات وصراعات سياسية بين الدول بشأن مصالحها المختلفة، ولكي يتم تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، يجب التفكير في إقامة نظام أفضل وعلاقة سليمة، على أساس المصالح المشتركة واحترام سيادة كل طرف".