Skip to the content

بسبب موقعه الجغرافي.. إقليم كوردستان يحتفظ بدور كبير في الاتحاد الأوروبي

تحدث رئيس ممثلية حكومة إقليم كوردستان لدى الاتحاد الأوروبي د. دلاور آجكيي في مقابلة مع الموقع الرسمي لحكومة إقليم كوردستان، عن نشاط ممثلية الحكومة في الاتحاد الأوروبي ودورها وعملها في إنشاء جماعات ممارسة الضغط (لوبي) داعم، وتعزيز العلاقات مع أوروبا، وموقع إقليم كوردستان داخل التكتل الأوروبي.
- من الناحية الإدارية، ما عمل ممثلية الحكومة في الاتحاد الأوروبي؟
د. دلاور آجكيي: إداريا، تقوم ممثلية حكومة إقليم كوردستان بخدمة مواطني إقليم كوردستان الذين يعيشون خارج الإقليم أو الأشخاص الذين لديهم شركات في إقليم كوردستان ويحتاجون إلى التثبت من معاملاتهم. وفيما يتعلق بمنح تأشيرات الدخول، فقد ساعدنا المواطنين بهذا الصدد لكي يزور أكبر عدد ممكن من الناس إقليم كوردستان، ومن الناحية الخدمية، قدمنا المساعدات للناس، فمثلاً عندما يواجهون مشكلة ما نقوم بتذليلها، وإذا توفي أحدهم نعمل على إعادة جثمانه.
- ما دور ممثلية الحكومة في الاتحاد الأوروبي من حيث اللوبي والدبلوماسية؟
د. دلاور آجكيي: نسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من اللوبي، لأن الاتحاد الأوروبي بعد واشنطن هو أكبر مكان لإنشاء اللوبي، ولكن كثيراً ما يختلط اللوبي بأمور أخرى، لأنه يختلف عن الدبلوماسية التي غالباً ما تُنظم من خلال المنظمات أو الشركات، وهذا يتحقق من خلال الدراسة، ويجب أن نعرف كيف نوثق علاقاتنا بمسؤولي الاتحاد الأوروبي، وكيف لهم ان يدعموا إقليم كوردستان. في السابق كنّا نرغب في تأسيس لوبي بشأن قضية الإبادة الجماعية، ثم تغيرت رؤيتنا إلى الحرب ضد داعش، حيث أردنا لفت انتباه أوروبا لمساعدتنا آنذاك، حيث قرر الاتحاد الأوروبي دعم إقليم كوردستان، كذلك عملنا بصورة جدية فيما يتعلق بقضية الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون، ومارسنا ضغطاً إزاء ذلك، وعندما مُررت هذه القضية في البرلمان الأوروبي، فإنها كانت من خلال اللوبي، وقبل ذلك أردنا أن يكون لدينا مؤسسة داخل الاتحاد الأوروبي لإدارة هذا النوع من العمل بشكل مهني وعلى أتم وجه، فقد قمنا بتشكيل مجموعة داخل البرلمان الأوروبي سُميت (مجموعة أصدقاء إقليم كوردستان) وجميعهم أعضاء في برلمان الاتحاد الأوروبي ومن جميع الكتل، وتضم المجموعة رئيساً ونائباً فضلاً عن 35 عضواً. صحيح أن عدد الأعضاء كان صغيراً، لكننا كنا أفضل بكثير من المجموعات الأخرى، والأعضاء في مجموعتنا شخصيات بارزة وأصحاب قرار، والمصالح التي أراد إقليم كوردستان تحقيقها حاول أن يقترحها من خلالهم في البرلمان الأوروبي، وقد أصدر البرلمان الأوروبي بالفعل مجموعة من القرارات والقوانين لصالح إقليم كوردستان، وكلها كانت من خلال هذه المؤسسة، وبالإضافة إلى ذلك، لدينا اتصالات يومية مع صناع القرار في البرلمان الأوروبي بشأن قضايا مستجدة وقد ساعدونا بطريقة مختلفة، كذلك عملنا مع المفوضية الأوروبية خاصة في مجال النازحين واللاجئين في إقليم كوردستان، ونجحنا في ذلك لأننا جعلناهم يتعاونون أكثر مع إقليم كوردستان في قضية النازحين، وأرسلنا وفداً إلى كوردستان، وكذلك أحضرنا وفداً من إقليم كوردستان إلى هنا لتوضيح الأمور بشكل أفضل.
- ما أهمية موقع إقليم كوردستان بالنسبة للاتحاد الأوروبي؟
د. دلاور آجكيي: بسبب الموقع الجغرافي لإقليم كوردستان، فإن أي تغييرات تطرأ تنعكس على الاتحاد الأوروبي، مثل موضوع الهجرة والطاقة والإرهاب وغير ذلك، ويعدّ دور إقليم كوردستان في المنطقة محورياً ولاعباً مهماً، الأمر الذي جعل الاتحاد الأوروبي ينظر إلى إقليم كوردستان بأهمية أكبر، وبعد الحرب ضد داعش والحرب في أوكرانيا، لجأ الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ قرارات مستقلة، وفي هذا السياق يعتبر إقليم كوردستان هو الأهم بالنسبة له. كما يولي الاتحاد الأوروبي أهمية للعلاقات التجارية مع إقليم كوردستان حيث يقولون: "نحن مع إقليم كوردستان قوي في إطار العراق"، وأن علاقاتهم وزيارات وفودهم تأتي في إطار اهتمامهم بإقليم كوردستان.

- هناك وفد من برلمانيي الاتحاد الأوروبي في إقليم كوردستان، ما الهدف الرئيسي من زيارته؟
د. دلاور آجكيي: تأتي زيارة وفد البرلمان الأوروبي إلى إقليم كوردستان في إطار زيارته إلى العراق ضمن عمل البرلمان الأوروبي، وهذه اللجنة مسؤولة عن جميع الملفات المتعلقة بالعراق وإقليم كوردستان ولتقاريرها تأثير على دول الاتحاد الأوروبي. لذلك كانت زيارتهم تاريخية، لأنها لم تجر منذ 10 سنوات، وكان هدفهم الرئيسي الاستماع إلى مسؤولي حكومة إقليم كوردستان حول جميع القضايا الراهنة والأزمات، وكانت علاقتنا ببغداد من بين أهم القضايا، كما أرادوا تعزيز علاقاتهم مع برلمان كوردستان، كذلك جددوا دعمهم لإقليم كوردستان.

- من الناحية العسكرية، ما أهمية إقليم كوردستان بالنسبة للاتحاد الأوروبي؟

د. دلاور آجكيي: الاتحاد الأوروبي هو بحد ذاته مؤسسة تمتلك قوات عسكرية. بعد الحرب في أوكرانيا، يعتقدون أن الاتحاد الأوروبي يجب أن تكون لديه ميزانية للمعدات والمساعدات العسكرية وإنشاء قوة صغيرة والتي سبق قد تقرر بشأنها خلال الحرب ضد داعش مما شجع الدول الأعضاء على تقديم مساعدات عسكرية لإقليم كوردستان، ودخلت عدة دول على الخط وساعدت قوات البيشمركة وزودتها بالمعلومات، مثل فرنسا وألمانيا وهولندا وكرواتيا وإيطاليا. وساعدت كل دولة من الدول الإسكندنافية البيشمركة بطريقة ما، سواء من خلال إرسال أسلحة وذخائر أو تدريب وغير ذلك. كما انهم يدعمون الإصلاحات في مفاصل وزارة البيشمركة لأنهم يعتبرون استقرار إقليم كوردستان بمثابة استقرار لهم.


- ما الذي تؤديه ممثلية الحكومة فيما يتعلق بتسويق منتجات إقليم كوردستان المحلية إلى أوروبا؟

د. دلاور آجكيي: عملنا جيداً على مسألة تصدير المنتجات المحلية، ورئيس حكومة إقليم كوردستان زار بروكسل والتقى رئيسي وزراء بلجيكا وهولندا ومسؤولي الأقاليم، إذ يعد تسويق المنتجات المحلية في أوروبا من أهم الملفات التي ستساعد إقليم كوردستان، فالاتحاد الأوروبي سوق ضخم وتنافسي، وإذا تمكن إقليم كوردستان من فتح هذا الباب، فسيعود ذلك بالنفع على القطاع الزراعي وإيرادات إقليم كوردستان. ومسؤولو الاتحاد الأوروبي سعداء بالفكرة لأنهم يريدون مساعدتنا أكثر بهذه الطريقة، لكن هذا يتطلب بعض الإجراءات التي يتعين القيام بها من خلال إحدى دول الاتحاد الأوروبي حتى تصل منتجاتنا إلى بلجيكا وهولندا، وبعدها يتم التصدير إلى 27 دولة في الاتحاد الأوروبي. وكذلك هناك جزء متعلق بإيجاد سوق والاتفاق معه أو مع شركة كبيرة لشراء المنتجات وطرحها في الأسواق، ولهذا قلنا إن بوسعنا تصدير الرمان في بادئ الأمر، وعلى هذا الأساس سيزور وفد بلجيكي إقليم كوردستان في شهر حزيران لدراسة الأمر، وتحديد مختبر في إقليم كوردستان للعمل مع مختبر بلجيكي بشكل مشترك لمنح منتجاتنا شهادات وفقاً للمعايير الأوروبية ومن ثم تصديرها، ونتوقع أن نرى منتجات إقليم كوردستان في الأسواق الأوروبية في وقت قريب.

دائرة الإعلام والمعلومات
17 آذار 2023