نص خطاب رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني بعد ادائه اليمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة والأخوات المحترمون
أرجو أن تتحلوا بالصبر قليلا لأستعرض على حضراتكم برنامجي الحكومي
رئيس البرلمان المحترم، السادة أعضاء البرلمان المحترمون
أعبر لكم عن سعادتي الفائقة أنا وزملائي ونحن نجد أنفسنا اليوم في هذا البرلمان المحترم نحصد ثمار كفاح شعبنا وتضحياته وهو يمنحنا الثقة وقد اقسمنا اليمين القانونية.
اليوم يوم ولادة الحكومة التاسعة في اقليم كوردستان والتي تشكلت بدماء شهدائنا وبصمود شعبنا ومقاومة البيشمركة الأبطال، وهي دليل على ارادة القوى السياسية الكوردستانية التي التزمت بالعملية الديمقراطية وتداول السلطة.
وأجد من الضروري الإشادة بمواطني اقليم كوردستان الذين شاركوا في العملية الديمقراطية وأدلوا باصواتهم يوم 30 - 9- 2018، وأوجه لهم شكري وعرفاني لأنهم تحلوا بالصبر في انتظار تشكيل حكومة قوية ووحدة الصف ووحدة القوى السياسية.
وأوجه شكري اليوم للزعيم بارزاني الذي بفضل حكمته بقيت روح المقاومة والصمود عالية وقوية وبفضله أيضا تمكنا من مواجهة المصاعب والعراقيل كافة وانتصرت رغم كل المحن ارادة شعبنا.
ولابد من توجيه الشكر للتشكيلة الحكومية الثامنة، وبالأخص الأخ نيجيرفان بارزاني الذي استمر في خدمة الوطن والمواطنين رغم الظروف الصعبة التي واجهت حكومته وتمكن من تحقيق مكتسبات مهمة لخدمة المواطنين.
هيئة رئاسة البرلمان المحترمة واعضاء البرلمان كافة، اشكركم أنتم ممثلو الشعب وانتم الذين منحتم الثقة لي وللسيد نائب رئيس الوزراء والسادة زملائي الوزراء ومن دون شك سنسعى لأن نكون عند حسن ظنكم وجديرين بثقتكم.
لقد تم وضع خطط ورسم أهداف لخدمة المواطنين ضمن برنامج عمل للحكومة ليمثل خارطة طريق رئيسية وشاملة للحكومة الجديدة وسأتلوها في الجزء الثاني في خطابي.
السادة المحترمون..
معظم القوى السياسية والأطراف السياسية المشاركة في الحكومة أطلقت شعارات وتصريحات خلال الأوقات السابقة وتعهدوا بتقديم الخدمات للمواطنين وتحسين أحوالهم وآمل أن نحول هذه الشعارات والوعود الى أفعال ووقائع لأن خدمة المواطنين هي من اولويات هذه التشكيلة وفوق كل شيء آخر وهذه الحكومة تجد نفسها خادمة للمواطنين.
ومن هنا فإن حكومتنا تعتبر المواطن هو المحور الأول والهدف الاسمى لها هو تحسين أحواله وتقديم افضل الخدمات.
الكثير من الآمال تعقد على هذه التشكيلة الحكومية وسنعمل على أن نكون عند مستوى هذه الآماني، وفي الوقت نفسه أتمنى من المواطنين الأعزاء أن يكونوا واقعيين وأن يضعوا في نظر الاعتبار المشاكل والصعوبات الراهنة، لأن تخطي هذه العراقيل والعوائق لن يتم بين ليلة وضحاها وعلينا جميعا أن نتكاتف لنتجاوزها بنجاح.
بداية نريد أن نكون صادقين وشفافين مع شعبنا، وأن نأخذ الوقائع والظروف الآنية بعين الاعتبار، لكننا في الوقت نفسه نتعهد بأن نبذل وبكل الامكانات وألا نؤول جهدا في سبيل حل جذري للمشاكل وأن نضع جهودنا كافة في سبيل خدمة الوطن والمواطنين.
السادة المحترمون..
بحسب الاستفتاءات، فإن المطلب الاول للمواطنين هو مكافحة الفساد ومطلبي أنا ايضا الأول هو مكافحة الفساد واجراء الإصلاحات، فالفساد ظاهرة مرعبة ولم تصبح ثقافة لدينا بعد وبإمكاننا وبدعم من مواطنينا والمؤسسات المعنية وفي وقت قصير أن نقلل من حجم هذه الظاهرة وان نضيق الخناق عليها، ونحن نثمن عاليا الخطوات التي تمت تأديتها حتى الآن باتجاه مكافحة الفساد والحد منه، ومن الآن فصاعدا لن يكون هناك اي تسامح مع المفسدين ولن نتساهل معهم ويجب أن نحقق رغبة المواطنين.
السادة اعضاء البرلمان المحترمون وجماهير شعبنا العزيز كافة
السادة الوزراء والذين تم ترشيحهم من الأحزاب السياسية كافة، اصبحوا وزراء اليوم في حكومة اقليم كوردستان بعد ان نالوا ثقتكم وأدوا اليمين الدستورية، ومن الآن سيبدأون بتنفيذ برنامج الحكومة المُعد، ولن يُسمح لأي وزارة أو وزير أن يعمل خارج البرنامج الحكومي.
السادة الوزراء ومن اي طرف كانوا عليهم أن يعلموا جيدا أن وزاراتهم ملك لكافة مواطني كوردستان ولا ينبغي استغلال العمل الوزاري لمصلحة شخصية أو حزبية، وهذه الحكومة ستخدم كل شبر من ارض كوردستان وهي ملك للجميع.
السادة المحترمون..
تسلمنا الحكومة وهي عليها ديون بمليارات الدولارات نتيجة اوضاع اقتصادية فُرضت علينا، ويتعين أن يعلم مواطنينا الأعزاء كافة، وكل المخلصين في العراق أن الحصة الكبرى في هذه الديون تتحملها الحكومة العراقية الاتحادية كونها قطعت ميزانية مواطني اقليم كوردستان، وهذه الاوضاع ستخلق صعوبات لحكومتنا في البداية لكننا سنسعى لتجاوز هذه الاوضاع وفق البرنامج الحكومي المرسوم.
وهنا لابد من الإشارة الى التطور الحاصل في العلاقات بين اربيل وبغداد. السيد عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي عبر عن حسن نيته بتجاوز الخلافات بالعمل والأفعال، لذا يتعين علينا في كلا الجانبين أن نستثمر الاجواء الإيجابية، وأن نحل كافة خلافاتنا بموجب الدستور.
ونؤكد أننا سنعمل بكل جهودنا لتأسيس أرضية يمكن من خلالها التوصل لنتائج عملية مثمرة، ولكي نثبت حسن نوايانا فإننا سنجري قريبا زيارة لبغداد بعد أن تستقر التشكيلة الحكومية، وسنعمل مع كل القوى التي تسعى لتثبيت دعائم الاستقرار والتطور والازدهار لإقليم كوردستان والعراق عموماً.
وفي الختام، أدعو مواطني كوردستان الى تقديم يد المساعدة لنتمكن معاً من مجابهة العوائق والمشاكل وتطبيق البرنامج الحكومي لخدمة الوطن والمواطن.
وبعون الله، فإننا ماضون في كفاحنا لتحقيق التطلعات المقدسة لآبائنا وأجدادنا، ونحن ملتزمون ومسؤولون امام كفاح عصري حتى الوصول لمرحلة تحقيق أمل شهدائنا وبيشمركتنا الابطال والمواطنين الصامدين في كوردستان.
وما عرضناه عليكم هو الخطوط العريضة لعمل الحكومة والأهداف الكبرى لشعبنا، ولدينا ارادة عظيمة لتنفيذها، لكننا نهدف الى أن نزيد الافعال ونقلل الكلام