مسرور بارزاني: تهديدات الإرهاب مستمرة والعراق بحاجة إلى التحالف الدولي
رئيس حكومة إقليم كوردستان خلال المقابلة:
• كوردستان لا تتبنى سياسة مختلفة في الحوار الإستراتيجي بين العراق وأمريكا
• داعش مستمر في تجنيد المقاتلين وإحباط مخطط إرهابي في كوردستان يذكرنا بخطورته
• الجماعات المناهضة للتحالف الدولي لا تمثل الحكومة ولا نتهم مؤسسة الحشد برمتها
• اقترحنا على بغداد نشر قوات مشتركة لسد الفراغ الأمني في المناطق المتنازع عليها
• نريد علاقة طبيعية مبنية على أساس الاحترام المتبادل مع إيران
• علاقتنا مع بغداد تحسنت بعد إقرار الموازنة ولم نلمس شيئاً عملياً على أرض الواقع
• اتفاق سنجار خطوة جيدة لكنه لم يطبق بسبب تمركز حزب العمال والمجاميع الأخرى
• ما حصل في مستشفى ابن الخطيب مؤسف وأبوابنا مفتوحة لاستقبال المصابين
• على حزب العمال الكوردستاني مغادرة أراضي إقليم كوردستان لإعادة السكان إلى قراهم
• لقاحات كورونا تصل إلى إقليم كوردستان ببطء وكمياتها قليلة ونتوقع المزيد من بغداد
اربيل، اقليم كوردستان ، العراق (GOV.KRD)- قال رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الثلاثاء ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢١، إن العراق لا يزال بحاجة ماسة إلى وجود التحالف الدولي خاصة وأن التهديدات الإرهابية مستمرة، مشيراً إلى أن الإقليم جزء من الحوار الإستراتيجي الجاري بين العراق والولايات المتحدة.
وأضاف رئيس الحكومة في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية ضمن برنامج (لقاء اليوم)، أن لإقليم كوردستان وفداً مشاركاً في الحوار الإستراتيجي والذي يرى خلاله الوفد العراقي، وبضمنه إقليم كوردستان، بأن تهديد الإرهاب ما زال خطيراً، وأردف: "لذلك فإن العراق بحاجة إلى مساعدة قوات التحالف".
وأكد أن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية والولايات المتحدة وحكومة إقليم كوردستان يجب أن يكون "اتفاقاً عاماً"، مبيناً أنه وبغض النظر عما سيؤول إليه الأمور حول الاتفاق فيتعين أن يكون متفقاً عليه، ولا سيما أن ذلك يعتمد على القرار النهائي بالنسبة للسياسة العراقية.
وعندما سُئل عما إذا كانت حكومة إقليم كوردستان تملك رؤية مغايرة عن بغداد إزاء وجود التحالف الدولي، جدد رئيس الحكومة التأكيد بأن كوردستان لن تكون لديها سياسة مختلفة، محذراً من أن داعش لا يزال خطراً كامناً ليس فقط لإقليم كوردستان، بل للعراق والعالم بأسره.
وتابع: "لم يُهزم تنظيم داعش هزيمة نكراء وأيديولوجيته لا تزال فعالة، فهو ما زال يجتذب المقاتلين... وهم يحصلون على ١٥٠ مليون دولار سنوياً مما يثبت أنه نشط ولديه الكثير من الأعضاء، وهذا التهديد لا بد من القضاء عليه".
وعن جاهزية قوات الأمن، أعرب رئيس الحكومة عن اعتقاده بأن قوات الأمن في المنطقة غير مؤهلة وحدها لمواجهة التحديات التي يشكلها تنظيم داعش.
ولدى سؤاله عن الوضع الأمني، أوضح رئيس الحكومة أن إقليم كوردستان هو الأكثر أمناً في منطقة تعج بمشاكل وتحديات جمة، وقال: "لقد أصبح إقليم كوردستان واحة للاستقرار، والكثير من الناس يلوذ به بسبب العنف وأسباب مختلفة... لذلك فإن كوردستان آمنة نسبياً".
واستدرك: "لكن هذا الأمر لا يعني أن التهديدات غائبة من قبل المجموعات الإرهابية، ومؤخراً تم اعتقال خلية تنتمي إلى داعش وكانت تخطط لشن هجوم في إقليم كوردستان باستخدام قنابل وقد تم اعتقال أفرادها. وهذا تذكير بأنه يتعين أن لا نقلل من شأن الإرهاب".
وفي معرض رده على سؤال بشأن الميليشيات المنفلتة، تساءل رئيس الحكومة عن الجهة التي تمثلها تلك المجاميع، وقال إن الحكومة الاتحادية تتفاوض مع واشنطن بشأن وضع القوات الأمريكية والتحالف الدولي والوجود الدبلوماسي، بيد أن هذه القوى تعمل خارج نطاق المؤسسات الحكومية.
وأكد بالقول: "لا يتعين أن ننظر وكأن ما يجري يمثل وجهة نظر الحكومة لطرد القوات الأمريكية من خلال ترويعها"، وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الأمر سيفاقم الوضع ولن يسهم في تعزيز العلاقات مع أمريكا، ويجب أن تتصدى الحكومة الاتحادية إلى هذا التحدي.
وعن مناطق المادة ١٤٠، قال رئيس الحكومة إن هناك فراغاً امنياً في عموم البلاد وخصوصاً في ما يسمى المناطق المتنازع عليها، وهذه الهجمات تستهدف تلك المناطق، ولفت إلى أن الإقليم اقترح على بغداد سد الفجوة عبر نشر قوات أمنية مشتركة لمنع تسلل الإرهابيين وتعزيز الأمن في تلك المناطق.
وأجاب رئيس الحكومة على سؤال عن الجماعات المسلحة التي تهدد إقليم كوردستان بالهجمات الصاروخية، قائلاً إن هناك الكثير من المجاميع العاملة تحت مظلة الحشد الشعبي، مضيفاً: "لكن لا يمكن أن نعمم ولا يمكن أن نتهم المؤسسة برمتها، وهناك مجموعة منفلتة ومنشقة وهي ليست جزءاً من الحكومة العراقية ولا تصغي إليها، فهي تتحدى السلطة، وهؤلاء الأفراد يجب أن يُسيطر عليهم من قبل الدولة".
ونبّه رئيس الحكومة بأن هذه الهجمات تهدف إلى دق إسفين بين أربيل وبغداد، والعراق والمجتمع الدولي، وبيّن: "أن هذا الأمر لا يخدم مصلحة الشعب العراقي ولا الحكومة العراقية، ويجب أن نتصدى لهذه الأمور من خلال الحكومة الاتحادية، ونحن في حكومة إقليم كوردستان سوف نمد يدّ العون حسب اقتضاء الحاجة لكي نعمل مع الحكومة الاتحادية للحد من هذه التهديدات".
وحول العلاقة مع إيران، قال رئيس الحكومة إن إقليم كوردستان يريد علاقة طبيعية مع الجارة إيران، لافتاً إلى الحدود المشتركة والمصالح الأمنية والاقتصادية، وأعرب عن أمله بأن يتم تعزيز هذه العلاقات وتحسينها على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون كل طرف.
وعن العلاقة مع بغداد، قال رئيس الحكومة إنها تحسنت بعد تمرير الموازنة العامة على الرغم من أنه لم يحصل على أرض الواقع أي شيء عملي، وأكد أن إقليم كوردستان بانتظار أن تفي الحكومة الاتحادية بالتزاماتها تجاه الإقليم.
وأردف بالقول: "نحن ملتزمون تماماً بما يقع علينا من التزامات، ونتوقع من رئيس الوزراء والحكومة الاتحادية أن تبدأ بإرسال المستحقات المالية لإقليم كوردستان"، مذكّراً بأن الحكومة الاتحادية لم ترسل مستحقات إقليم كوردستان لمدة ١٠ أشهر منذ عام ٢٠٢٠.
وقال: "نحن ننتظر تطبيق الموازنة، والأمر منوط بالحكومة العراقية ولا توجد أي تحديات قانونية تحول دون ذلك".
وإزاء اتفاق سنجار، وصف رئيس الحكومة الاتفاق الذي اُبرم بين أربيل وبغداد بالجيد والخطوة الأساسية لحل القضايا العالقة الأخرى، وعبّر عن أسفه لعدم تطبيق الاتفاق بسبب وجود قوات محلية تحدّت سلطة الحكومة الاتحادية فضلاً عن تمركز حزب العمال الكوردستاني والميليشيات.
وعندما سُئل عن ملف حزب العمال الكوردستاني وصراعه مع تركيا، قال رئيس الحكومة إن النزاع بين الطرفين يمثل مشكلة تركية وليس مشكلة عراقية، مبيناً أن هذه المشكلة صُدّرت إلى إقليم كوردستان في الوقت الذي كان يقاتل فيه تنظيم داعش والجميع منشغل بالحرب ضد التنظيم.
وأوضح أن حزب العمال وسّع انتشاره في المنطقة واستولى على قرى عديدة مما دفع سكانها إلى المغادرة ولم تتمكن حكومة الإقليم من إعادة إعمارها، وتساءل رئيس الحكومة عن سبب تواجد حزب العمال الكوردستاني في هذه المناطق وعدم السماح للمزارعين بالعودة إلى أراضيهم الزراعية.
وطالب رئيس الحكومة حزب العمال الكوردستاني بمغادرة أراضي الإقليم وباحترام سلطة إقليم كوردستان، كما طالب تركيا بأن تتفهم وضع الإقليم وأن تسحب قواتها إلى أراضيها.
وحيال العلاقة مع تركيا، أشار رئيس الحكومة إلى أن إقليم كوردستان يحتفظ بعلاقة جيدة مع تركيا، وما يريده إقليم كوردستان هو تعزيز علاقته التجارية والاقتصادية.
وجدد رئيس الحكومة الإعراب عن أسفه للحادث المأساوي في مستشفى ابن الخطيب ببغداد، وقال إن أبواب مستشفيات إقليم كوردستان مفتوحة أمام المصابين.
وأجاب رئيس الحكومة عن أسئلة تتصل بالوضع الوبائي في الإقليم، وقال إن الإصابات في حدود المعقول لغاية الآن، مؤكداً وجود تواصل مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الاتحادية في إطار الجهود الرامية لمكافحة الوباء، كذلك قال إن عملية وصول اللقاحات المضادة بطيئة وكمياتها قليلة.
وقال: "نحتاج إلى لقاحات إضافية... هذا سوف يساعد على تحسين الوضع، ونحن نتوقع الحصول على المزيد من اللقاحات ونتوقع أيضاً من الحكومة العراقية أن تهتم بالقطاع الصحي أكثر لكي تساعد من خلال ذلك حكومة إقليم كوردستان في هذا الملف".