رئيس حكومة إقليم كوردستان: تقدم الإقليم وازدهاره سينعكس بشكل إيجابي على العراق بأكمله
رئيس الحكومة:
• إقليم كوردستان منطقة آمنة ومستقرة تنعم بطبيعة جغرافية تجعله مواتياً للاستثمار الزراعي والسياحي والصناعي
• نعمل على تذليل العقبات القانونية والبيروقراطية التي تعترض عملية الاستثمار
• لدي تفاهم جيد مع السيّد محمد شياع السوداني ويمكننا بالعمل المشترك الوصول بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً
• العراق غني بموارده المتنوعة ولا يحتاج سوى إلى إدارة جيدة
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الاثنين 19 حزيران (يونيو) 2023، أن التشكيلة الوزارية التاسعة تعمل على تذليل العقبات القانونية والبيروقراطية التي تعترض عملية الاستثمار، مشيراً إلى أن تقدم الإقليم وازدهاره سينعكس بشكل إيجابي على العراق بأكمله.
جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم التعريف بموقع ومنصة استثمار كوردستان (Invest Kurdistan)، وقد سلط خلالها الضوء على عدد من الموضوعات المهمة.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور:
مرحباً بالجميع، يسعدني أن أكون معكم اليوم للإعلان عن موقع ومنصة إلكترونية متخصصة بمسيرة الاستثمار في إقليم كوردستان، تحت اسم استثمار كوردستان (Invest Kurdistan).
تهدف هذه المنصة إلى التركيز على مواصلة عجلة الاستثمار والتسهيل على المستثمرين المحليين والخارجيين من خلال توفير المعلومات اللازمة عن إقليم كوردستان والفرص الاستثمارية المتاحة بطريقة سريعة وسلسة.
لطالما قلتُ إن القطاعين العام الخاص يكملان بعضهما البعض، وهذا ليس مجرد شعار، إنما هو جوهر رؤيتنا، وندرك تماماً فعالية وأهمية مشاركة القطاع الخاص في تعزيز اقتصاد البلد وإنعاشه.
لقد تخطينا الظرف العصيب في السنوات السابقة، ولا سيّما تبعات جائحة كورونا، وتزعزع استقرار الأسواق العالمية، والأزمات السياسية والمالية، داخلياً وفي المنطقة، وقد شكّلت بمجملها عقبات كبيرة أمامنا، ولكن لله الحمد، تمكنا من تجاوز هذه المرحلة بفضل صمود مواطنينا الأحبة، وخطط حكومتنا وبرامجها، والتعاون المباشر مع القطاع الخاص في كوردستان.
وهنا، أود أن اغتنم هذه المناسبة لتقديم خالص الشكر إلى القطاع الخاص في إقليم كوردستان الذي كان سباقاً في تبني مواقف حاسمة خلال أوقات الأزمات، وساهم في تخفيف الأعباء المترتبة على الحكومة، ومساعدة مواطنينا الأكارم.
السيدات والسادة....
آن الأوان الآن للمضي قدماً نحو مستقبل أكثر إشراقاً من خلال تنفيذ خطة وبرنامج مُحكمين. وبناءً على ذلك، فإننا نعمل بجدية تامة لتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والخارجيين في سوق إقليم كوردستان.
لقد سعينا كثيراً من أجل تذليل العقبات القانونية والبيروقراطية التي تعترض عملية الاستثمار. قطعنا شوطاً كبيراً، ولكننا ندرك أن هناك المزيد الذي يتعين إنجازه لتسهيل عمل المستثمرين.
ندرك تماماً أن الاستثمار يتطلب نظاماً مصرفياً موثوقاً وفعالاً، لذلك بذلنا في هذه التشكيلة الوزارية جهوداً مضنية، ووجّهنا فرقاً عديدة من مكتبي- من خلال دعم الخبراء بهذا الشأن- بالعمل على تحويل إقليم كوردستان من سوق يعتمد على النقد إلى سوق يتسم بنظام مصرفي موثوق.
لقد عملنا جاهدين، وما زلنا نعمل على تقديم الخدمات الاستثمارية إلكترونياً، بدءاً من تسجيل الشركات وصولاً إلى الإجراءات المتعلقة باستلام المشاريع، كما سعينا إلى تسريع العملية برمتها، وهو ما يقلل الزمن المستغرق لدى الشركات.
بالطبع، لا تزال هناك شكاوى، وبهذا الصدد ثمة حاجة إلى تكثيف الجهود، وبصفة خاصة، أخاطب المؤسسات المعنية وأطلب منها تسريع وتيسير عملية توفير الأراضي المناسبة للمستثمرين في أقرب وقت ممكن.
يعد إقليم كوردستان منطقة تتمتع بالأمن والاستقرار، وينعم في الوقت نفسه، بطبيعة جغرافية تجعله مواتياً للاستثمار في مجالات الزراعة والسياحة والصناعة. لقد تبنينا سياسة التنويع الاقتصادي، مما يدفعنا لدعم الاستثمارات المتنوعة بجميع الوسائل الممكنة، إذ نتمتع بثروات هائلة في هذا البلد.
تمثل الإمكانات البشرية أعظم ثرواتنا. ومن خلال الاستثمار في هذا المجال، بوسعنا أن نضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لبلدنا. في العام الماضي، أشرتُ خلال مناسبة عقدها معهد كوردستان للإبداع والابتكار (KII)، إلى أن استكشاف واستثمار إمكاناتنا البشرية وأفكار الموهوبين وابتكاراتهم من شأنه أن يتحول إلى نواة لمشاريع كبرى، ويمكن أن تستقطب المستثمرين المحليين والخارجيين على حد سواء.
وثمة ثروة أخرى من الثروات الكبيرة التي ينعم بها بلدنا وتتجلى بطبيعتنا الجميلة والخلابة، إذ نتميز بمناخ ملائم يتضمن أربعة فصول، ولدينا موارد مائية وأراضٍ خصبة. وبالتالي، فإن الزراعة وتصنيع الأغذية يمثلان فرصة ذهبية للمستثمرين في كوردستان.
كما يمكن أن تكون طبيعتنا الساحرة فرصة مستدامة للمستثمرين بالمجال السياحي في الشرق الأوسط قاطبة.
أيها السيدات والسادة...
نحن مع أن تتطوّر المنطقة كلها، ولا سيّما العراق، ونعتقد أن تقدم إقليم كوردستان وازدهاره سينعكس بشكل إيجابي على العراق بأكمله. ونسعى إلى جعل إقليم كوردستان بوابة ومنطلقاً لمختلف الشركات، حيث يمكنها التنقل من هنا إلى باقي مناطق العراق.
في السنوات الماضية، لم تُوظف ثروات وإيرادات العراق بشكل سليم، وخاصة بشأن الجزء المتعلق بإقليم كوردستان، إذ تعرض مواطنونا للظلم. وفي الوقت الحاضر نشهد فرصة جديدة نأمل من خلالها أن يُنفذ قانون الموازنة العراقية بشكل عادل، وبمنأى عن التدخلات السياسية.
لدي تفاهم جيد مع رئيس الوزراء الاتحادي السيّد محمد شياع السوداني، وأعتقد أن علينا، من خلال دعم جميع الأطراف، التصدي للعقبات السياسية والاقتصادية، إذ يمكننا بالعمل المشترك الوصول بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً، لأن العراق غني بموارده المتنوعة، ولا يحتاج سوى إلى إدارة جيدة.
السيدات والسادة...
أعلنت هيئة استثمار إقليم كوردستان عن أكثر من 1000 فرصة استثمارية متاحة في مجالات متنوعة، ونحن في حكومة إقليم كوردستان نتبنى الآن رؤية واضحة عمّا نسعى لتحقيقه من أجل تطوير إقليمنا، بما يحقق المنفعة لكل من المستثمرين ومواطنينا، وذلك لخلق مزيد من فرص العمل وإنعاش اقتصاد كوردستان.
وأعتزم تنظيم لقاءات مع المستثمرين المحليين والخارجيين عن قرب أكثر من أي وقت مضى، من أجل توضيح وجهات نظرنا إزاء ملاحظاتهم ومقترحاتهم. وأتطلع إلى تكثيف مشاركة مستثمرينا في مختلف المجالات يوماً بعد آخر، لنعمل معاً، جنباً إلى جنب، من أجل جعل كوردستان أكثر ازدهاراً وإشراقاً وقوة.