Skip to the content

الحزام الأخضر في أربيل: استراتيجية بيئية شاملة لمستقبل مستدام

تتجه مدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، نحو مستقبل أكثر استدامة وصحة من خلال مشروعها الطموح "الحزام الأخضر".
يمثل هذا المشروع مبادرة استراتيجية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المتزايدة الناجمة عن التغيرات المناخية والتوسع الحضري السريع، ويعد نموذجًا رائدًا للتنمية الحضرية الخضراء في المنطقة.

رؤية المشروع وأهدافه:
يهدف مشروع الحزام الأخضر إلى إحاطة مدينة أربيل بحزام نباتي مستدام بعرض 2 كيلومتر وبطول 78 كيلومترًا، يتضمن زراعة نحو 7 ملايين شجرة زيتون وفستق. ولقد اختيرت هذه الانواع من الأشجار، لملائمتها للمناخ المحلي وقدرتها على تحمل الجفاف، حيث ستعمل كحاجز طبيعي بيئي حيوي يقلل من وصول الهواء المحمل بالملوثات والغبار الى داخل المدينة.

الأهداف الرئيسية للمشروع متعددة وتشمل:

اولا: خفض درجات حرارة المدينة وذلك عبر تقليل ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية وتحسين الظروف المناخية داخل المدينة.
ثانيا: تحسين جودة الهواء من خلال امتصاص الغازات الملوثة، مثل ثاني أوكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، وإزالة الجسيمات الدقيقة.
ثالثا: تحسين الصحة العامة ورفع جودة الحياة من خلال توفير مساحات خضراء مخصصة للأنشطة الرياضية والترفيهية، وتقليل الأمراض المرتبطة بالتلوث.
رابعا: حماية النظم البيئية، حيث يسهم المشروع في مكافحة التصحر وتثبيت التربة، والحفاظ على الغطاء النباتي لمنع انجراف التربة وتدهور الأراضي، بالإضافة الى تعزيز التنوع البيولوجي من خلال توفير مواطن طبيعية للطيور والحشرات والحيوانات الصغيرة.
خامسا: دعم الاقتصاد المحلي عبر خلق فرص عمل مستدامة في مجالات الزراعة والصيانة والتسويق.
سادسا: توليد فرص من أسواق الكربون، بواسطة الاستفادة من قدرة الأشجار على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون لبيع أرصدة الكربون. حيث تشير التقديرات إلى أن المشروع قادر على خفض ما بين 140,000 إلى 210,000 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويًا.
وإلى جانب الفوائد البيئية والمناخية، يسهم مشروع الحزام الأخضر في تحسين نوعية الهواء بشكل ملموس. اذ تعمل الأشجار على امتصاص الملوثات الغازية والجسيمية، مما يقلل من مخاطر أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب. كما يعزز المشروع إدارة المياه والتربة من خلال وجود البرك الاصطناعية وتقنيات الري الذكي، ويقلل من انجراف التربة وتآكلها.

الإطار المؤسسي والمشاركة المجتمعية
يحظى المشروع بدعم مباشر من قبل حكومة إقليم كوردستان، ويتم تنفيذه بإشراف من رئاسة الحكومة، وبالتحديد من قبل دولة رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني. وتشارك في تنفيذه عدة جهات حكومية، مثل وزارة الزراعة والموارد المائية، وهيئة الاستثمار، والبلديات المحلية، وهيئة حماية وتحسين البيئة، بالإضافة إلى منظمات دولية، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والمجتمع المحلي.

التقرير المفصل لمشروع الحزام الأخضر في أربيل: الاستدامة والمناخ 

اولا: الملخص التنفيذي

 يُعد مشروع الحزام الأخضر في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان مبادرة بيئية وتنموية استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرة المدينة على التصدي لآثار التغيرات المناخية، والحد من آثار التوسع العمراني غير المنظَّم.

 يرتكز المشروع على إنشاء حزام نباتي مستدام يحيط بمدينة أربيل بطول 78 كيلومترًا وبعرض نحو 2 كيلومتر، يتضمن زراعة ما يقارب سبعة ملايين شجرة من الأنواع المحلية المقاومة للجفاف، مثل الزيتون والفستق، بما يعزز مرونة النظم البيئية الحضرية.

   لا يقتصر المشروع على التشجير فحسب، بل يمثل نموذجًا متكاملًا للبنية التحتية الخضراء في الإقليم، إذ يُقدَّر أن يساهم الحزام الأخضر في امتصاص ما بين 140,000 و210,000 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون (CO₂) سنويًا، مما يتيح فرصًا فعلية للدخول في أسواق الكربون الدولية وتوليد عوائد مالية بيئية مستدامة.

كما يستهدف المشروع معالجة تحديات بيئية ومناخية رئيسية، من بينها تحسين جودة الهواء، والحد من ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية (UHI)، ومكافحة التصحر وتدهور الأراضي، بما يؤثر إيجابيًا على الصحة العامة، والاقتصاد المحلي، والتنمية المستدامة في إقليم كوردستان.

 

إن مشروع الحزام الأخضر يمثل استجابة استراتيجية لتحديات القرن الحادي والعشرين في أربيل، الناتجة عن النمو السكاني والاقتصادي السريع. يضع المشروع إقليم كوردستان -وتحديدا مدينة أربيل- في مصاف المدن العالمية التي تتبنى حلولاً طبيعية قائمة على النظم الإيكولوجية لمواجهة التهديدات المناخية والبيئية.

 

ثانيا: الإطار العام والتحديات الحضرية

  • خلفية المشروع ومنطلقاته

   تُعد مدينة أربيل مركزًا إداريًا واقتصاديًا رئيسيًا، وقد شهدت توسعًا عمرانيًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة. غير أن هذا التوسع، إلى جانب تأثيرات التغيرات المناخية الإقليمية، أسهم في بروز وتزايد عدد من التحديات البيئية والمناخية البارزة، من أهمها:

  • ارتفاع درجات الحرارة:

   شهدت المدينة تسجيل معدلات حرارة صيفية تجاوزت 45°C، مع تصاعد واضح في ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية نتيجة النقص في المساحات الخضراء وزيادة الامتداد العمراني القائم على الأسطح الإسفلتية والخرسانية.

  • تدهور نوعية الهواء:

   لوحظ وجود ارتفاع في تراكيز الجسيمات الدقيقة العالقة (PM₂.₅ وPM₁₀)، إضافة إلى غازات ملوثة، مثل ثاني أوكسيد النيتروجين (NO₂)، وثاني أوكسيد الكبريت (SO₂)، الناتجة عن كثافة حركة المرور والأنشطة الصناعية داخل المدينة.

  • زحف التصحر وتدهور الأراضي:

   أدت عمليات تعرية التربة وتدهور الأراضي الزراعية المحيطة بأربيل إلى زيادة معدلات العواصف الترابية والرملية، ما فاقم هشاشة النظام البيئي المحلي.

 

  • المنهجية العالمية والمقارنة المرجعية

 

   جاء مشروع الحزام الأخضر كحل مستدام، مستلهمًا من أفضل الممارسات العالمية الناجحة، مثل:

  • حزام فرانكفورت الأخضر (ألمانيا): الذي يحيط بالمدينة بمساحات طبيعية مُخصصة للترفيه والحماية البيئية.
  • مبادرات سيئول الحضرية (كوريا الجنوبية): التي ركزت على دمج البنية التحتية الخضراء لتعزيز مرونة المدينة المناخية.

  إن تبني هذا النهج لا يمثل مجرد مبادرة تشجير، بل هو تحول في الرؤية التخطيطية العمرانية والبيئية لإقليم كوردستان، يهدف إلى خلق توازن حيوي بين التنمية والاستدامة.

 

  • الإطار المؤسسي ودور الحكومة

   يحظى المشروع بدعم مباشر من رئاسة حكومة إقليم كوردستان (KRG)، ويتم تنفيذه ضمن إطار مؤسسي متكامل لضمان استدامته وفعاليته.

ثالثا: وصف المشروع والبنية التحتية الخضراء

  • الأبعاد والمكونات:

   يتم تصميم الحزام الأخضر ليكون حاجزًا بيئيًا مُحصنًا، يضم مكونات رئيسية تضمن استدامته وقدرته على تحقيق الأهداف المنشودة:

  • النطاق الجغرافي: حزامان أخضران بطول إجمالي يبلغ 83 كيلومترًا وبعرض ثابت 2 كيلومتر، يحيطان بمدينة أربيل خلف شارع الـ 150 متر الدائري.
  • المساحة الإجمالية: المرحلة الأولى تغطي مساحة تصل إلى 12,900 هكتار تقريبًا.
  • عدد الأشجار: يُقدر العدد المخطط لزراعته بـ 7,000,000 شجرة.
  • البنية التحتية للمياه: إنشاء 11 بركة مائية اصطناعية لضمان الري المستدام، مع الاعتماد على تقنيات الري الذكي (بالتنقيط) لتقليل هدر المياه وتعظيم كفاءة الموارد المائية الشحيحة.
  • اختيار الأنواع النباتية: توازن بيئي واقتصادي

   تم اختيار أنواع الأشجار بعناية فائقة لضمان ملاءمتها للمناخ المحلي القاسي ولتقديم قيمة اقتصادية مضافة، حيث تم التركيز بشكل أساسي على أشجار الزيتون والفستق الحلبي.

 

انواع الاشجار واثرها

المعيار

الزيتون والفستق الحلبي

الأثر الاستراتيجي

الملائمة المناخية

مقاومة عالية للجفاف والحرارة، وتزدهر في المناخات شبه القاحلة.

ضمان معدلات بقاء عالية للأشجار وتقليل تكاليف الادامة.

الطلب على المياه

يتطلب ريًا أقل بكثير مقارنة بأنواع أخرى بعد التأسيس.

حماية للموارد المائية الجوفية في ظل ندرة المياه.

مكافحة التصحر

أشجار مُعمّرة ذات جذور عميقة، تثبت التربة، وتقلل من التعرية، وتعمل كحاجز للرياح.

الحد من شدة العواصف الترابية وحماية جودة الهواء.

القيمة الاقتصادية

محاصيل إنتاجية ذات طلب محلي ودولي (الزيتون والزيت والفستق).

توفير فرص دخل مستدامة للمجتمعات المحلية وتشجيع الاقتصاد الأخضر.

 

رابعا: التأثير البيئي والمناخي: تحصين مدينة أربيل

  • خفض ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية (Urban Heat Island – UHI)

   يسهم الحزام الأخضر من خلال كتلته النباتية الواسعة في خفض درجات الحرارة داخل المناطق الحضرية عبر آليتين علميتين رئيسيتين:

  • التبريد بالتبخر (Evaporative Cooling):

   اذ تقوم الأشجار بإطلاق بخار الماء من خلال أوراقها، مما يؤدي إلى خفض حرارة الهواء المحيط بمقدار 2–4°C في المناطق المجاورة، وبالتالي تحسين المناخ المحلي وتقليل الإجهاد الحراري.

  • تقليل حرارة سطح الأرض (Land Surface Temperature – LST): تعمل الأشجار على تظليل الأسطح الخرسانية والإسفلتية، مما يقلل من امتصاص وتخزين الطاقة الحرارية نهارًا، ويحد من انبعاثها ليلًا، الأمر الذي يخفف من حدة الاحتباس الحراري الحضري ويُسهم في راحة السكان المناخية.
  • تحسين جودة الهواء ومكافحة الملوثات

   تُعد الأشجار فلاتر بيولوجية فعالة تزيل الملوثات الخطرة من الهواء، مما يقلل من المخاطر الصحية على السكان. وتُظهر التقديرات السنوية لامتصاص 7 ملايين شجرة في الحزام الأخضر الأثر التالي:

 

جودة الهواء ومكافحة الملوثات

الملوث

طريقة الإزالة أو الامتصاص

التقدير السنوي الكلي

الأثر الصحي المتوقع

ثاني أوكسيد الكربون (CO)

التمثيل الضوئي وتخزين الكربون في النباتات

140,000 – 210,000 طن

التخفيف من الاحتباس الحراري وتقليل التأثيرات البيئية الضارة.

ثاني أوكسيد الكبريت (SO)

الامتصاص عبر الثغور النباتية

950 – 1,050 طن

تقليل أمراض الجهاز التنفسي وحالات الربو.

أكاسيد النيتروجين (NO)

الامتصاص والتفكيك الكيميائي

1,050 – 1,200 طن

تقليل تكوين الأوزون الأرضي وتحسين صحة الجهاز التنفسي.

الجسيمات الدقيقة (PM. و PM₁₀)

الترسيب على الأوراق والأسطح

1,400 – 1,600 طن

خفض مخاطر أمراض القلب والرئة والوفيات المبكرة.

 

  • إدارة المياه والتربة والتنوع البيولوجي
  • مكافحة التصحر: يعمل الغطاء النباتي كحاجز طبيعي يقلل من سرعة الرياح الحاملة للغبار بنسبة تتراوح بين 30 و40%، مما يحد من وصول الأتربة إلى المناطق الحضرية.
  • الحفاظ على التربة: تساهم الأشجار في الحد من انجراف التربة وتآكلها الناتج عن الرياح والسيول، ما يعزز صمود ومرونة النظام البيئي.
  • تعزيز التنوع البيولوجي: يشكل الحزام الأخضر ممرًا إيكولوجيًا يربط البيئات الطبيعية المختلفة، ويوفر بيئة جديدة للطيور والحشرات والحيوانات الصغيرة، بما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة. 

 

خامسا: الاستدامة الاقتصادية وفرص الكربون

  • إمكانات امتصاص الكربون وأسواق التداول

   يُشكل مشروع الحزام الأخضر فرصة استراتيجية لإقليم كوردستان لتحويل الالتزامات البيئية إلى مورد مالي مستدام من خلال المشاركة الفاعلة في أسواق الكربون الطوعية والالزامية، فبفضل قدرته على امتصاص ما يصل إلى 210,000 طن من ثاني أوكسيد الكربون (CO₂) سنويًا، يمكن للمشروع أن يُسهم في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات وفي الوقت ذاته يولد عوائد مالية بيئية مستمرة.

  • تقدير العائد المالي السنوي:

   استنادًا إلى أسعار الكربون في الأسواق الطوعية، والتي تتراوح بين 8 و12 دولارًا أمريكيًا للطن الواحد من غاز ثاني أوكسيد الكاربون CO₂، من المتوقع أن يحقق المشروع عوائد مالية سنوية تتراوح بين 1.12 مليون دولار أمريكي في السيناريو المتحفظ، و2.52 مليون دولار أمريكي في السيناريو المتفائل، وذلك بعد اكتمال مرحلة النمو الكامل للأشجار

 

  • الأثر المالي المحتمل على المدى البعيد

   يمكن استثمار العوائد المستقبلية المتأتية من بيع أرصدة الكربون في دعم الاستدامة البيئية والاجتماعية من خلال:

  • تمويل استدامة المشروع: تغطية تكاليف الري والصيانة والإدارة التشغيلية طويلة الأمد.
  • دعم مشاريع بيئية ومجتمعية أخرى: تخصيص جزء من العائدات لتمويل مبادرات جديدة في مجالات التنوع البيولوجي، والزراعة المستدامة، والطاقة النظيفة.
  • تعزيز القدرة على التكيف المناخي: توجيه التمويل نحو برامج تهدف إلى رفع مرونة إقليم كوردستان أمام آثار التغيرات المناخية عبر حلول قائمة على النظم البيئية.

 

سادسا: الأثر الاجتماعي والصحة العامة والجودة الحياتية

  • يعمل الحزام الأخضر كقاطرة للاقتصاد الأخضر، حيث يوفر فرص عمل مستدامة ويشجع ريادة الأعمال:
  • الوظائف المباشرة: خلق ما يزيد عن 2,000 وظيفة خضراء مباشرة في مجالات الزراعة، والري الحديث، والصيانة، وإدارة النظم الإيكولوجية.
  • الاقتصاد الزراعي: دعم سلاسل القيمة الزراعية المحلية عبر إنتاج محاصيل الزيتون والفستق، مما يشجع المشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة في المناطق المحيطة.
  • فرص غير مباشرة: تنشيط القطاع السياحي والترفيهي المرتبط بالبنية التحتية الخضراء.

 

  • تحسين الصحة العامة والرفاهية

   إن تحسين جودة البيئة الحضرية ينعكس بصورة مباشرة على صحة المواطنين ورفاهيتهم، ويُعد مشروع الحزام الأخضر استثمارًا وقائيًا في مجال الصحة العامة، يهدف إلى تقليل المخاطر الصحية وتعزيز جودة الحياة من خلال ما يلي:

 

  • الحد من الأمراض التنفسية والقلبية:

   يسهم الانخفاض الملحوظ في تراكيز ملوثات الهواء مثل PM₂.₅ وNO₂ وSO₂ في تقليل معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، لاسيما بين الفئات الأكثر عرضة للتأثر مثل الأطفال وكبار السن.

  • تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية:

   حيث توفر المساحات الخضراء، وممرات التنزه والترفيه، بيئة مريحة نفسياً تساهم في تخفيف التوتر والضغوط النفسية، وتعزز الشعور بالانتماء المجتمعي، وتحسن نوعية الحياة الحضرية.

  • الحد من الوفيات المرتبطة بالموجات الحارة:

   يساهم خفض درجات الحرارة في المناطق الحضرية من خلال زيادة الغطاء النباتي، في تقليل حالات الإجهاد الحراري والوفيات الناجمة عن الموجات الحرارية الشديدة، مما يعزز القدرة المجتمعية على التكيف مع التغيرات المناخية.

 

  • تعزيز السياحة البيئية والمجتمعية

   يُسهم مشروع الحزام الأخضر في تحويل محيط مدينة أربيل إلى وجهة حضرية وسياحية رئيسية تجمع بين الاستجمام، والتعليم، والوعي البيئي، من خلال ما يلي:

  • إنشاء مسارات ترفيهية متكاملة: تصميم ممرات آمنة ومجهزة للمشي وركوب الدراجات، بما يعزز النشاط البدني ويشجع على أنماط حياة صحية ومستدامة.
  • تطوير المتنزهات والمناطق الخضراء: توفير فضاءات طبيعية نظيفة ومريحة للأنشطة الاجتماعية والفعاليات المجتمعية، بما يعزز جودة الحياة والرفاه البيئي للسكان.
  • تعزيز التعليم والتوعية البيئية: استخدام الحزام الأخضر كمختبر طبيعي متاح لطلبة المدارس والجامعات، من اجل دعم البرامج التعليمية في مجالات البيئة والمناخ والتنوع الحيوي، وترسيخ ثقافة الاستدامة لدى الأجيال القادمة.

 

سابعا: الرصد والتقييم ومؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)

  • منظومة القياس والإبلاغ والتحقق (MRV)

   حرصًا على ضمان الشفافية والمساءلة وتحقيق أعلى مستويات الدقة في تقييم الأداء البيئي، سيتم اعتماد منظومة قياس وإبلاغ وتحقق (MRV) متكاملة، تعتمد على أحدث الأدوات والتقنيات العالمية، وتشمل ما يلي:

  • الاستشعار عن بُعد (Remote Sensing):

استخدام بيانات الأقمار الصناعية، مثل Sentinel-2 وLandsat، لرصد ومتابعة التغيرات في الغطاء النباتي عبر مؤشر NDVI، وقياس درجة حرارة سطح الأرض (LST) بشكل دوري لتقييم التأثير المناخي للمشروع.

  • النمذجة البيئية (i-Tree Eco):

   تطبيق نموذج i-Tree Eco لتحليل خدمات النظم البيئية الناتجة عن المشروع، بما في ذلك تقدير الكتلة الكربونية المخزونة وكمية الملوثات الهوائية المزالة بواسطة الغطاء الشجري.

  • محطات الرصد الميداني:

   إنشاء وتشغيل محطات متخصصة لمراقبة جودة الهواء، لقياس تراكيز PM₂.₅ وNO₂ وO₃ قبل تنفيذ المشروع وخلال مراحله المختلفة وبعد اكتماله، لضمان التقييم العلمي الدقيق للأثر البيئي.

 

  • مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لتقييم التقدم وفعالية المشروع

   تُعد المؤشرات التالية الركائز الأساسية لمتابعة تنفيذ مشروع الحزام الأخضر وقياس أثره البيئي والمناخي على المدى الطويل:

المؤشر (KPI)

الهدف (Target)

آلية القياس / مصدر البيانات

زيادة الغطاء الشجري الاخضر (%)

زيادة سنوية لا تقل عن 15% من إجمالي المساحة المستهدفة

تحليل بيانات الأقمار الصناعية باستخدام مؤشر NDVI ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)

انخفاض متوسط تراكيز الجسيمات الدقيقة (PM.)

تحقيق انخفاض يتراوح بين 10–15% خلال خمس سنوات

بيانات محطات رصد جودة الهواء الرسمية

انخفاض متوسط درجة حرارة السطح (LST)

انخفاض بمقدار 1–2°C في المتوسط

تحليل بيانات الأقمار الصناعية الخاصة بـ LST

حجز وامتصاص الكربون

ما لا يقل عن 10,000 طن من CO₂ سنويًا خلال عشر سنوات

استخدام نماذج i-Tree Eco وقياسات الكتلة الحيوية الميدانية

عدد الوظائف الخضراء المستحدثة

ما لا يقل عن 2,000 وظيفة خضراء مباشرة

تقارير الموارد البشرية والجهات المنفذة للمشروع

المساحة المزروعة

زراعة ما لا يقل عن 5,000 هكتار خلال عشر سنوات

تقارير التنفيذ الرسمية والمسوحات الميدانية الدورية

 

ثامنا: التوصيات والنتائج: رؤية للمستقبل

  • النتائج الأساسية ورسالة المشروع

   يؤكد هذا التقرير أن مشروع الحزام الأخضر في أربيل ليس مجرد مشروع زراعي، بل هو ركيزة أساسية لتطوير المدينة واستدامتها البيئية والمناخية والاقتصادية. لقد تم تحديد الأثر البيئي للمشروع بدقة علمية، مما يجعله نموذجًا ناجحًا لاستخدام الحلول القائمة على الطبيعة (Nature-based Solutions) في مواجهة تحديات التنمية الحضرية والتغيرات المناخية.

الرسالة الجوهرية: "الحزام الأخضر هو استثمار إقليم كوردستان في مستقبل صحي، مُحصَّن بيئيا ومناخيًا، ومُستدام اقتصاديًا للأجيال القادمة".

 

  • التوصيات الاستراتيجية لتعزيز الاستدامة

   لضمان استدامة المشروع وتعظيم منافعه على المدى البعيد، تُوصى هيئة حماية وتحسين البيئة في حكومة إقليم كوردستان بما يلي:

  1. تسريع تفعيل أسواق الكربون: البدء الفوري بإجراءات التسجيل والتحقق لتمكين المشروع من توليد عوائد مالية تضمن تمويل عملياته التشغيلية وصيانته.
  2. تنويع الأنواع النباتية: إدخال مجموعة أوسع من النباتات المحلية المقاومة للجفاف، إلى جانب الزيتون والفستق، لتعزيز التنوع البيولوجي وتقليل المخاطر المرتبطة بالآفات والأمراض.
  3. تعزيز البنية التحتية للمياه: تطوير نظام ري مستدام يعتمد بشكل كبير على المياه المعالجة، أو تقنيات حصاد مياه الأمطار لتقليل الضغط على المياه الجوفية.
  4. الشراكة المجتمعية الدائمة: إشراك المجتمع المحلي والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية في عمليات الصيانة والإدارة والرقابة، لترسيخ الوعي بأهمية الحزام الأخضر وضمان حمايته.
  5. التكامل مع التخطيط العمراني: دمج الحزام الأخضر بشكل كامل في خطط التوسع العمراني المستقبلية، وضمان عدم التعدي على مساحته المخصصة.

   إن النجاح المستمر لمشروع الحزام الأخضر سيعزز مكانة أربيل كعاصمة إقليمية رائدة في مجال الاستدامة البيئية، ويدعم بشكل ملموس تحقيق الأهداف الوطنية والدولية للتكيف مع التغيرات المناخية.