حكومة إقليم كوردستان تنفذ مشروع العدّاد الذكي لحل مشكلة الكهرباء
أربيل، إقليم كوردستان، العراق (GOV.KRD)– تعدُّ الكهرباء من أهم القطاعات الخدمية المهمة للمواطنين والتي لا تزال تواجه من الكثير من المشاكل، إلا أن حكومة إقليم كوردستان شرعت في تنفيذ مشروع العدّاد الذكي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.
ولم يتمكن مواطنو إقليم كوردستان من استخدام الطاقة الكهربائية بما يحتاجونه يومياً، بسبب قلة الكمية المنتجة لتمثل بذلك إحدى أكثر المشاكل التي تواجههم الأمر الذي دفعهم إلى اللجوء للمولدات الأهلية، مما شكّل ثقلاً اقتصادياً عليهم بالإضافة إلى الضوضاء وتلوث البيئة وغيرها.
وللخروج من هذه المشكلة، بادرت حكومة إقليم كوردستان بربط العدّادات الذكية بتكلفة إجمالية بلغت 150 مليون دولار ضمن مشروع يشمل عموم الإقليم لحل مشكلة الكهرباء إلى جانب نشر ثقافة الترشيد في استهلاك الطاقة وفق الاحتياجات الضرورية فقط.
وأثبتت هذه التجربة نجاحها في العديد من دول المنطقة والعالم، فعلى سبيل المثال يبلغ معدل استخدام الأردن للطاقة الكهربائية 2400 ميغاواط في حين أن عدد سكانه يبلغ 10 ملايين نسمة ولديه مئات من المعامل والمصانع، بينما يبلغ استهلاك الطاقة الكهربائية في إقليم كوردستان والتي يبلغ تعداد سكانه ستة ملايين نسمة وبدون وجود أي معامل كبيرة أكثر من 2500 ميغاواط.
ويتوقع مسؤولو إقليم كوردستان بتضاعف نسبة الاستهلاك في الفترة المقبلة إن لم يتم تعميم ثقافة ترشيد الاستهلاك ولم تسيطر الحكومة على هدر الطاقة أو لم تسيطر عليها، وفي ذلك الوقت لن نستطيع أن نوفر حاجة المواطن من الكهرباء حتى لو تم إنتاج أضعاف ما ينتج الآن.
وعلى هذا الأساس، أصبح هذا المشروع أحد اهم المشاريع الإستراتيجية لحكومة إقليم كوردستان سعياً لخفض نسبة هدر الطاقة وإعادة ما لايقل عن 30 بالمئة من الطاقة المهدورة أي بمقدار 750 ميغاواط.
وفي متابعة للموقع الرسمي لحكومة إقليم كوردستان، التقينا بعضو اللجنة العليا للعدّادات الذكية والمشرف على المشروع المبرمج علي إسماعيل، ليطلعنا على آخر المعلومات حول هذا الموضوع المهم.
* عدد وتكلفة العدّادات الذكية:
تم اتخاذ القرار حول تنفيذ هذا المشروع في نهاية عام 2017 واستمر تنفيذه إلى عام 2020 واستفاد نحو 252617 مشتركاً من مشروع العدّاد الذكي، بعد ذلك تم الإسراع بتنفيذ المشروع بشكل مباشر. وفي الوقت الحالي تم ربط أكثر من 663665 عداداً ذكياً، ومن المقرر أن يصل عدد المشتركين في هذا المشروع إلى مليون و480 ألف شخص في عموم كوردستان، لأن العمل يجري خلال ستة أيام في الأسبوع منذ الصباح الباكر وحتى الرابعة مساءً.
ويتم ربط تيار ثنائي الأطوار (تو فيز) في العدّاد الذكي أولهما بسعة 41 أمبيراً وهذه السعة تربط لأغلب المشتركين، أما الثاني بسعة 90 أمبيراً، في وقت يحتاج كل بيت من بيوت الإقليم إلى كمية لا تزيد عن 25 أمبيراً.
وتتحمل حكومة إقليم كوردستان تكاليف ربط هذا العدّاد بكل المصاريف، حيث يكلف العدّاد الواحد لكل مشترك ما يقارب 100 دولار أمريكي، وعلى هذا الأساس يبلغ إجمالي تكلفة المشروع 1,5 مليون دولار دون إثقال كاهل المواطن.
* فوائد العدّاد الذكي:
للعدّاد الذكي الكثير من الفوائد للمواطنين في إقليم كوردستان، وترى حكومة الإقليم بانها ستساهم في السيطرة على توزيع الكهرباء والحد من هدرها وتحسين نوعية وكمية الإنتاج والتوزيع.
وإليكم العديد من الفوائد للعدّاد الذكي:
- خفض من نسبة هدر الطاقة.
- زيادة نسبة الكهرباء من المنظومة الوطنية للمواطنين
- تقليل سعر الاشتراك لدى المولدات اللاهية
- الحد من استخدام المولدات الأهلية التي تلوث البيئة
- تبديد المخاوف من عطب واحتراق المواد الكهربائية المنزلية للمشتركين لان جهد الكهرباء الوطنية 240 فولت، أما المولدات فسعتها 179-180 فولت.
- السيطرة على الأسلاك الكهربائية وإزالة القلق من تدليها حيث تؤثر سلباً على المشتركين.
- عودة الثقة بالشبكة الوطنية للكهرباء.
- الاطلاع على نسبة استخدام الكهرباء عن طريق العدّادات من خارج البيوت دون الدخول إليها وإزعاج المواطنين.
- تقليل نسبة التجاوزات من قبل المشتركين واتخاذ إجراء عقابي بحق المتجاوزين بمبلغ يبدأ من 500 ألف دينار.
- العدالة في توزيع الطاقة الكهربائية.
- السيطرة على استخدام الكهرباء في داخل البيوت.
- وضع جهاز خاص في البيوت لاستهلاك الكهرباء عن طريق بطاقات يسيطر من خلالها على نسبة استخدام واستهلاك الكهرباء.
- وصول قسيمة الدفع بشكل منتظم ودون تأخير، مما سيساهم في تقليل الديون والثقل على كاهل المواطن.
* مميزات العدّاد الذكي:
1. من اهم خواص العدّاد الذكي هو إعلام المواطن والمشترك بالزيادة التي طرأت على استخدامه للطاقة الكهربائية من الشبكة الوطنية. على سبيل المثال المشترك الذي يستخدم الطور الواحد (سينغل فيز) من حقه استخدام ٤١ أمبيراً، فان زادت نسبة الاستخدام عن هذا الحد ستقطع الكهرباء عن المشترك من العدّاد الذكي الموضوع بداخل البورد لمدة 250 ثانية كإخطار وتنبيه لتقليل نسبة الاستهلاك لإطفاء الأجهزة غير الضرورية، فان لم يكترث المشترك لهذا التنبيه ستتكرر العملية لمرتين وفي المرة الثالثة ستكون مدة القطع لمدة 15 دقيقة، فان كانت مدة التنبيه الأول 150 ثانية وبعد أربعة تنبيهات ستكون مدة القطع هذه المرة لمدة 45 دقيقة.
2. ومن الخواص الأخرى للعدّاد الذكي أن باستطاعته أن يسيطر على استخدام الكهرباء والحد من الاستخدام العشوائي للطاقة.
3. له القدرة على قراءة نسبة الطاقة المستخدمة لكل مشترك في كل دقيقة أي أنه يستطيع قراءة الطاقة المستخدمة للمشتركين لمدة 48 مرة ليوم كامل.
4. له القدرة على تحويل وشراء الطاقة عن طريق البطاقات والسيطرة على استخدامها في كل بيت.
5. له القدرة على السيطرة على المحولات لحمايتها من الحرائق. على سبيل المثال في محافظة أربيل فقط هناك 44 الف محولة من الممكن أن تسد حاجة العراق بالكامل، ولكن مازلنا نشهد احتراق المحولات بشكل مستمر لان قدرة تحمل كل واحدة من هذه المحولات لا تتجاوز 400 KV، وإن زادت الأحمال زاد الضغط على المحولة، ولكن في الحالة الجديدة سيسيطر العدّاد الذكي على هذا الموضوع ويحد من احتراق المحولات.
6. يقلل نسبة 75 بالمئة من قوة الجهد في قطاع الكهرباء لاستخدامها لأغراض أخرى وفي أماكن أخرى.
7. تتوفر المعلومات فيه عن طريق نظام CIU وعن طريقها يستطيع المشتركون إدخال المعلومات الموجودة في البطاقة بشكل مشابه للرواتر (واير ليس).
8. لن يسمح باستمرار التجاوزات. إن نسبة 80 بالمئة من التجاوزات تكون عن طريق المشتركين، وبوجود العدّاد الذكي لن تبقى هذه التجاوزات وسيتم الكشف عنها بشكل مباشر وسيتم تطبيق الإجراء الجزائي بحق المتجاوزين.
* الثقل الملقى على عاتق الحكومة
إن انتقادات المواطنين كانت تتلخص في قلة الكهرباء أو سوء توزيع الطاقة، دون وجود أي خلفية للمعلومات حول الثقل الذي تتحمله الحكومة والأموال التي تصرف على هذه الشبكة حيث يقع 75 بالمئة من المصاريف على عاتق حكومة إقليم كوردستان والـ25 بالمئة الباقية تجبى من المواطنين.
بمعنى أن تكلفة الكيلو واط الواحد تبلغ 71 ديناراً تدفع منها الحكومة 54 ديناراً، وبسبب ارتفاع سعر الدولار، ارتفعت أسعار الكهرباء أيضاً، وأُضيفت نسبة 20 بالمئة على الاشتراكات، وفي الوقت الحالي تبيع الحكومة الكهرباء بنصف القيمة أي دون تحقيق أي أرباح تذكر.
* التصريحات التي تضلل الحقائق
بربط العدّاد الذكي وتشغيله في المناطق التي لم يصل إليها بعد، ستقل الانتقادات التي نسمعها وخصوصاً من قبل مؤسسات الإعلام كحملة ضد الحكومة، حيث كانت بعض هذه المؤسسات تقول إن الحكومة تستلم الكثير من الأموال من المشتركين دون أن يعرفوا الحقيقة.
قراءة العدّادات الخاصة بالكهرباء الوطنية كان يتم في الماضي مرة أو مرتين في السنة، وذلك في ظروف خاصة مثل عدم تواجد أصحاب البيت أو تركهم البيت دون دفع الاشتراك لمدة عام واحد، وبكل آسف لم يكن المواطنون ملتزمين بدفع ثمن الاشتراك وكانت هذه التصرفات تتسبب في تراكم على المشتري لهذا البيت أثناء إجراء معاملات البيع والتمليك والمعاملات التجارية الأخرى.
يستطيع العدّاد الذكي قراءة الكمية المستهلكة للمشتركين من الكهرباء لـ24 مرة في اليوم، ويصدر التقرير الشهري بشكل مباشر من قبل وزارة الكهرباء فإن لم يدفع المواطن اشتراك الكهرباء ستقطع عنه الطاقة الكهربائية.
وبربط العدّاد الذكي، تتم قراءة الاشتراكات السابقة التي تدفع من قبل المواطنين وهي واجبة الدفع، إن سوء الفهم حول هذا الموضوع كان سبباً في الانتقادات التي كان يوجهها المواطنون لنا.
دائرة الإعلام والمعلومات