بناء 41 بركة جديدة في إقليم كوردستان للحفاظ على المياه الجوفية والسطحية
يعد الحفاظ على المياه السطحية والجوفية والحد من مخاطر الفيضانات، من أولويات عمل التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة الإقليم وإدارات ملف المياه. وتحدث مدير عام الموارد المائية في وزارة الزراعة والموارد المائية كاروان صباح هورامي بهذا الشأن للموقع الرسمي للحكومة.
السيطرة على الفيضانات خلال عمل التشكيلة الوزارية الحالية
قال كاروان صباح هورامي إن التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان شكلت فريقا فنيا للتحقيق في مشكلة الفيضانات في أربيل. وبعد دراسة تفصيلية تم اقتراح عدد من الإجراءات للسيطرة على الفيضانات في أربيل. وتم تقسيمها إلى جزأين، يتعلق الجزء الأول بالإجراء الفوري لمنع تكرار الفيضانات ومنعها بصورة مؤقتة، والجزء الثاني هو الخطة طويلة الأمد لاستيعاب المياه. ولهذا الغرض اشتملت الخطة قصيرة المدى على تنظيف المجاري المائية الطبيعية التي تمر عبر أربيل، وكذلك تنظيف المجاري المصطنعة التي تنقل مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، بالإضافة إلى رفع عدد المجسرات المقامة على الممرات المائية الطبيعية. فيما تشتمل الخطة طويلة المدى على جمع مياه الأمطار. ولهذا الغرض، تم اقتراح إنشاء عدد من البرك في الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من أربيل، في الجداول والمجاري المائية، فضلاً عن إنشاء عدد من البرك لتجميع المياه من هذه الطرق، وتم الانتهاء من بعضها وبعضها قيد التخطيط وسيتم إطلاقها بعد موسم الصيف.
تخصيص 36 مليون دولار لمواجهة الفيضانات
ومن الناحية المالية لمعالجة هذه المسألة، قال: "خصص مجلس الوزراء 36 مليون دولار لمكافحة الفيضانات في أربيل. ومن هذه الـ36 مليون دولار، تم تخصيص حوالي 22٪، أي ما يربو على 8 مليارات دينار كمرحلة أولى ، وقد أدّى هذا التخصيص إلى حماية أربيل من الفيضانات التي حدثت، حيث ستُجمع الأمطار وستكون لها فوائد سياحية وبيئية لمناطق خارج أربيل، وخاصة في الشمال والشمال الشرقي".
التشكيلة التاسعة أدّت عملاً جيداً بشأن قضية المياه
"أحرزت التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كوردستان أكبر تقدم في مجال مشاريع البنية التحتية للمياه، لأن لدينا بنية تحتية ضعيفة في هذا المجال، وهناك عمل جارِ على قدم وساق لكن نتائجه لا تظهر بين ليلة وضحاها. وسوف يستغرق وقتاً لقطف ثماره. ويمكننا القول إن التشكيلة الوزارية التاسعة حققت منعطفا كبيرا في مجال البنية التحتية للمياه وسنرى النتائج في السنوات القليلة المقبلة سواء من حيث القوانين والتعليمات، أو من حيث البنية التحتية للمياه ونوعيتها. وعلى الرغم من أن الكثير من العمل قد أنجز في الماضي، إلا أن المشاريع في التشكيلة التاسعة أعلى بكثير من تكاليفها، لذلك نرى أن تكلفة إنشاء بركة واحدة قد انخفضت من 1.6 مليار دينار إلى أقل من 0.8 مليار دينار، أي حوالي نصف تكلفة البركات التي تم إنشاؤها في وقت سابق.
الموافقة على إنشاء 41 بركة جديدة
قال: "وافقت التشكيلة الوزارية التاسعة، العام الماضي وحده على بناء 37 بركة في عموم إقليم كوردستان بتكلفة نحو 27 مليار دينار، إضافة الى اربع برك أخرى هي في مرحلة الموافقات المالية. وفي المجمل، تلقينا موافقات لإنشاء 41 بركة مائية في العام الماضي، ويجري العمل على بعضها وتم تنفيذ ما يصل إلى 40٪ من العمل، وقد تم طرح بعض المناقصات وهناك مشكلات متعلقة بالأرض. ونحن نعمل على حل هذه المشاكل، لذا بصفتنا في التشكيلة التاسعة، نود أن يكون لكل قرية مصدر آمن للمياه.
إنشاء البرك يتطلب تعاون المواطنين
تعتمد مشاريع البرك المائية على القدرة الاقتصادية للدولة وتعاون الشعب. لأننا غالبا ما نعمل على مشروع، لكن للأسف تظهر مشكلات اجتماعية أو متعلقة بملكية الأرض في بعض الأحيان. لذلك، من المهم جداً أن يكون مواطنونا أكثر تعاوناً وتفهماً، وغالبًا ما تشكل المشاكل المتعلقة بالأراضي والمشاكل الاجتماعية عبئاً علينا، ويؤدي إيقاف المشاريع إلى خلق عدد من المشاكل الإدارية والمالية بالنسبة لنا. ونأمل أن يقوم القرويون والمزارعون بالتيسير والتعاون حتى نتمكن من خدمتهم أكثر. وللبرك المائية فوائد اقتصادية للقرويين لأنها توفر موارد مائية للماشية والزراعة والمياه الجوفية وتقلل من مخاطر الفيضانات. وهي في نهاية المطاف تصب في خدمة القرويين. وللأسف نواجه مشاكل في كثير من الأماكن مما يجعل المشروع غير قابل للتنفيذ أو علينا نقل المشروع من قرية إلى أخرى.
وضع المياه السطحية جيد.. وسيء بالنسبة للمياه الجوفية
وعن المياه الجوفية، قال: "على الرغم من أن هطول الأمطار هذا العام كان أفضل نسبياً مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه تفاوت من منطقة إلى أخرى، لكن نوع هطول الأمطار تم توزيعه على مراحل، فقد ساعد في إنعاش موارد المياه الجوفية، أما مستوى المياه الجوفية فهو منخفض حتى هذا الشهر مقارنة بالعام الماضي، وحسب القراءات التي تلقيناها، في بعض الأماكن أقل من العام الماضي بمتر إلى مترين. ومن ناحية أخرى، نريد إنعاش المياه الجوفية بشكل اصطناعي. وفي هذا الصدد نعمل على إحيائه والحفاظ عليه على مستويين، الأول يتمثل بتشديد التعليمات الخاصة بالحفر إذ تتم مصادرة آليات الحفر غير القانونية يومياً، وضبط نحو 300 من معدات حفر الآبار غير القانونية في مخازن أربيل وحدها. وفي المستوى الثاني: سنقوم بأمرين: الأول عن طريق إدخال المياه في باطن الأرض، من خلال بناء سلسلة من الآبار العميقة والضيقة لجلب مياه الفيضانات إلى تحت الأرض. وهذا يتطلب بعض العمل العلمي، لأن المياه يجب أن تكون نظيفة. والعملية الثانية، تتمثل بالاستفادة من تجربة البرازيل، في بناء عدد من السواتر أو البرك التي يتم من خلالها إحياء الينابيع".
الحكومة تتبنى سياسة متماسكة لإدارة المياه
"أولت التشكيلة الوزارية التاسعة في حكومة إقليم كوردستان اهتماماً كبيراً بالمياه، وسيتم تجهيز عدد من الآبار لهذا الصيف في أربيل والمدن الكبرى حتى لا يكون لدينا نقص في المياه، وعلى المدى الطويل، يجري العمل على سحب المياه من الأنهار إلى المدن. وتواصل حكومة إقليم كردستان بناء السدود والبرك لخزن المياه. وهذه هي البرك التعاونية التي يتم بناؤها بشكل مشترك بين الحكومة والمواطنين والقرويين، من أجل بناء أكبر عدد ممكن من البرك بأقل تكلفة على أسس علمية وجيولوجية وهيدرولوجية. لذلك نحن متفائلون بأن البرك الدائمة ستكون نقطة تحول في إدارة المياه الجوفية، وقد تم إصدار دليل خاص بالبرك التعاونية، وبموجبه يمكن لأي شخص إنشاء البرك".
العبء المالي الكبير يقع على عاتق الحكومة
وأضاف: "على الرغم من أننا ما زلنا في المراحل الأولى من المشروع، ولكن من الناحية المالية، سنقوم بإجراء الاختبارات العلمية والكيميائية والفيزيائية وتصميم البرك. وسيتم تقاسم التكلفة، وستقوم الحكومة بالجزء الأكبر فيما سيتحمل القرويون والأهالي الباقي.
هذه العملية ستؤدي إلى مزيد من التقدم والإسراع، وعندما يكون القرويون جزءاً من المشروع، فلن يواجه الكثير من المشاكل.