الأنشطة الثقافية للأكاديمية الكوردية تحضر بقوة وفاعلية في عهد التشكيلة الوزارية التاسعة
تعدُّ الأكاديمية الكوردية وريثة المجمع العلمي الكوردي الذي أُسس عام 1970، وبعدها غُيّر اسمه إلى "المجمع العلمي الكوردستاني"، قبل تغيير اسمه مرة أخرى عام 2007 إلى "الأكاديمية الكوردية".
وتهدف الأكاديمية الكوردية إلى حماية وتنمية اللغة والقاموس الكورديين، وتتألف من 9 إلى 15 عضواً، في حين تضم هيئة رئاستها خمسة أعضاء يتم اختيارهم من خلال الانتخابات. وتتغير الهيئة الرئاسية للأكاديمية كل أربع سنوات.
وتحدث رئيس الأكاديمية الكوردية عبد الفتّاح بوتاني في مقابلة مع الموقع الرسمي لحكومة الإقليم عن الأكاديمية وأنشطتها في عهد التشكيلة الوزارية التاسعة.
جهود معيّرة اللغة الكوردية
فيما يتعلق بجهود الأكاديمية الكوردية لتحديد لغة قياسية ومعيارية، قال رئيس الأكاديمية البروفيسور عبد الفتّاح بوتاني: "حاولنا منذ عام 2007 إلى 2009، اعتماد لغة معيارية، لكننا لم نتمكن من ذلك، فهناك لهجتان قياسيتان في إقليم كوردستان، هما البادينية والسورانية، وقد عمل الإعلام جيداً على التقريب بين هاتين اللهجتين".
وأضاف: "تحدثنا سابقاً خلال اجتماع الأكاديمية الكوردية، عن اللغة الكوردية المعيارية (القياسية)، لكننا لم نصل إلى نتيجة، لأنه اتخاذ مثل قرار كهذا صعب بعض الشيء، ويرتبط بقضية قومية بشكل عام، لذلك لم نتحدث عن اللغة القياسية منذ عام 2011. ونحن لا نرى ضيراً في اعتماد اللهجتين البادينية والسورانية، فثمة الكثير من البلدان تتحدث بأكثر من لهجة، وليس لديها أي مشكلة تذكر".
طباعة 113 كتاباً في عهد التشكيلة التاسعة
وعن أنشطة الأكاديمية الكوردية بعد تشكيل الكابينة الوزارية التاسعة، قال رئيس الأكاديمية: "قبل تولي التشكيلة الوزارية التاسعة مهامها، كانت الميزانية المخصصة للأكاديمية قليلة، لكن في عهد التشكيلة التاسعة ازدادت ميزانيتنا، مما أسهم في زيادة نشاطاتنا، وتمكّنا من طباعة 113 كتاباً في جميع المجالات، مثل التاريخ والجغرافيا والأدب، الخ...، كذلك لدينا مجلة تحمل اسم الأكاديمية الكوردية، وتم إقرارها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومعظم أساتذة الجامعات في محافظات إقليم كوردستان كافة، نشروا مختلف البحوث في هذه المجلة، وحتى الآن أصدرنا 12 عدداً من المجلة، تضم 150 بحثاً، وسنستمر في ذلك".
تأمين مطبوعات الأكاديمية في منابر مختلفة
"لأن الأكاديمية الكوردية تعتبر مؤسسة علمية، فإنها تواصل عرض الكتب وبيعها بأسعار مناسبة. وسنوياً يحتفل المعرض في مبنى الأكاديمية الكوردية في 22 نيسان احتفاءً بصدور أول صحيفة كوردية، كما تُفتتح معارض سنوية في السليمانية، ونشارك في جميع المعارض ويتم يبيع الكتب مباشرة في مبنى الأكاديمية".
الأكاديمية تسعى لطبع قواميس متنوعة
وعن الجهود المبذولة لإصدار قاموس خاص بالمصطلحات القانونية، قال رئيس الأكاديمية الكوردية: "تحاول وزارتا العدل والثقافة وهيئة النزاهة والأكاديمية الكوردية إصدار قاموس قانوني، وسيكون لدينا عضوان في اللجان، وسنواصل إنشاء قاموس عام للمصطلحات القانونية. ولأول مرة نقوم بطبع قاموس تربوي من مجلدين يخدم مجال التربية ووزارة التربية، ولدينا قاموس آخر بالتعاون مع مؤسسة موكرياني، يختص بتاريخ الأمة الكوردية في العهد الإسلامي، كما طبعت الأكاديمية الكوردية مع إنسكلوبيديا الحزب الديمقراطي الكوردستاني، صحيفة صوت الكورد (دهنگی كورد) الصادرة عام 1960. والآن أعددنا كتاباً مؤلفاً من 12 مجلداً بمناسبة مرور أكثر من 100 عام على معاهدة سيفر ولوزان، ومن المقرر الانتهاء منه خلال 2023.
الكتب تخضع لتقييم علمي وتدقيق
قبل نشر أي كتاب من قبل الأكاديمية الكوردية، يتم تقييمه من قبل لجان الخبراء في الأكاديمية. ويوجد حالياً 15 كتاباً تخضع لتقييم الخبراء، وأربعة لا تزال قيد الطبع. وللأكاديمية الكوردية عدة شروط لنشر الكتب، ويتمثل الشرط الأساسي بأن يكون الكتاب مرتبطاً بالتاريخ والثقافة الكوردية، وأن تكون الكتب منشورة باللاتينية واللغات العربية والفارسية والإنكليزية.
علاقات علمية ودولية مستمرة
قال رئيس الأكاديمية الكوردية متحدثاً عن علاقات الأكاديمية بالمراكز الأكاديمية: "لدينا علاقات مع معظم المراكز الأكاديمية والجامعات في إقليم كوردستان وفي الخارج، ونقدم جميع مطبوعاتنا مجاناً لمكتبات الجامعات. فيما يتعلق بالعلاقات، لدينا علاقات مع مركز بيشكجي في جامعة دهوك، ومركز ژین في السليمانية، ومركز الدراسات الكوردية في برلين. ونرسل بانتظام كتباً إلى مكتبات في هولندا والسويد وألمانيا وبغداد وعُمان والإمارات العربية المتحدة وجامعات الدول العربية، بالإضافة إلى جامعات ديالى والبصرة والناصرية".
ولأن الأكاديمية الكوردية هي أعلى مؤسسة علمية في إقليم كوردستان، أطلب من جميع أساتذة الجامعات الاعتماد على الأكاديمية الكوردية وطباعة كتبهم من خلالها.
في التشكيلة الوزارية التاسعة، تطور وضع الأكاديمية الكوردية بصورة كبيرة، وعلى حكومة إقليم كوردستان أن تنظر إلى الأكاديمية الكوردية على أنها مؤسسة علمية وأن توليها بالغ الأهمية.
الموقع الرسمي للحكومة
٢١ شباط ٢٠٢٣