فرنسا ترتبط بعلاقات متينة مع إقليم كوردستان على الصعد كافة
أجرت دائرة الإعلام والمعلومات مقابلة في باريس مع مسؤول ممثلية حكومة إقليم كوردستان لدى فرنسا علي دولمري للموقع الرسمي للحكومة، تحدث خلالها عن العلاقات بين أربيل وباريس دبلوماسياً واقتصادياً، كما سلط الضوء على الخطط الرامية لتنمية المجال الاقتصادي.
- ما الخطوات التي اتخذتها التشكيلة الوزارية التاسعة من الناحية السياسية لتعزيز العلاقات بين الإقليم وفرنسا؟
علي دولمري: إذا ما تحدثنا عن العلاقات بين إقليم كوردستان ودول العالم، فإن العلاقات متينة للغاية، ولا سيّما مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، ولا سيّما فرنسا التي هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وتملك حق النقض (الفيتو)، وتقود مع ألمانيا الآن الاتحاد الأوروبي، لذا فإن فتح ممثلية لحكومة إقليم كوردستان في الخارج يعني بوضوح أن حكومة إقليم كوردستان تولي اهتماماً بالعلاقات الدولية. وبعد تسلم التشكيلة الوزارية في حكومة إقليم كوردستان مهامها، وفي يوم أداء القسم في برلمان كوردستان تحديداً، تمت الإشارة إلى ضرورة زيادة الاهتمام بالعلاقات الدولية، وهذا ما جعلنا نكثف عملنا بوصفنا ممثلين عن حكومة إقليم كوردستان في الخارج، للدفع بالعلاقات إلى آفاق أرحب وأشمل. ويمكننا القول إن فرنسا هي إحدى الدول التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إقليم كوردستان على الصعد كافة، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وثقافياً، وحتى من حيث الاهتمام بالجالية الكوردستانية وخدمتها، وباعتبارنا فريقاً شاباً في حكومة إقليم كوردستان تمكنا من تقديم الأفضل منذ بدء مهام هذه التشكيلة، وما زيارة الرئيس ماكرون إلى إقليم كوردستان في آب 2021، إلا دليلاً على عمق العلاقات ومتانتها بين أربيل وباريس.
- كيف هي العلاقات التجارية بين الإقليم وفرنسا؟
علي دولمري: من دون شك، فإن العلاقات التجارية بين إقليم كوردستان وفرنسا جيدة، ولكنها ليست بمستوى الطموح لجملة من الأسباب، ومنها حرب داعش وكذلك الصواريخ التي شنتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة الماضية تحت ذرائع شتى، لكننا مع هذا، أدّينا عملنا في ممثلية حكومة إقليم كوردستان. هنا ثمة مؤسسة تعرف باسم (ميديف) تشرف على جميع الشركات الفرنسية العملاقة التي لديها استثمارات في الخارج، ولدينا علاقة جيدة جداً معها، إذ عقدنا سلسلة اجتماعات أيضاً، وكذلك عقدت اجتماعات عديدة مع حكومة إقليم كوردستان بنظام (الأون لاين)، وخاصة مع وزارتي الزراعة والبلديات، وهناك برنامج لكي يزور وفد من مؤسسة ميديف إقليم كوردستان للعمل بشكل وثيق مع حكومة الإقليم، سعياً للنهوض بالمجالات السياحية والزراعية والصناعية من خلال التعاون مع الشركات الفرنسية. لقد أنجزنا الكثير من العمل الجيد، إلا إنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين إنجازه. نحن في ممثلية حكومة إقليم كوردستان لدى فرنسا، لدينا برنامج لعقد مؤتمر اقتصادي لبناء الثقة مع الشركات الفرنسية للقدوم إلى إقليم كوردستان الذي يعد بيئة مواتية للاستثمار، نظراً لما يتمتع به من استقرار، خاصة وأن هيئة الاستثمار توفر تسهيلات كثيرة لجميع المستثمرين. لذلك نأمل أن نتمكن خلال هذا العام من جذب وفد من هذه المؤسسات إلى إقليم كوردستان، كما سنعمل على إيصال منتجات إقليم كوردستان إلى الأسواق الفرنسية، لكن هذا الأمر يتطلب عملاً، ولا يتحقق في ليلة وضحاها، لأن ما شرعت به حكومة إقليم كوردستان يمثل البداية، غير أن هذا العمل سيؤتي ثماره مستقبلاً مع فرنسا والدول الأوروبية الأخرى.
- كيف يمكن لممثلية حكومة الإقليم في فرنسا التعاون مع وزارة الزراعة لإيجاد سوق لمنتجات إقليم كوردستان؟
علي دولمري: يقام هنا معرض زراعي سنوي يرتاده ما بين 8 و10 ملايين شخص، ولهذا يمكننا المشاركة في المعرض هذا العام وعرض المنتجات التي تريد حكومة إقليم كوردستان تصديرها إلى الخارج وإيجاد أسواق لها، لأن إيجاد أسواق في الدول الأوروبية صعب بعض الشيء مقارنة بأسواق الشرق الأوسط، فالأوروبيون لا يعرفون كثيراً عن المنتجات الزراعية في الشرق الأوسط وهذا أحد أعمالنا للمشاركة مع الحكومة الفرنسية في هذا المعرض الذي يشكل أهمية بالنسبة لحكومة إقليم كوردستان وأيضاً للتعريف عن منتجاتنا المحلية، مثل الرمان والتفاح، بواسطة الشركات العملاقة مثل كارفور التي تملك آلافاً من المتاجر (السوبرماركت) الكبيرة والصغيرة في فرنسا، والتي من خلالها يمكن طرح منتجات إقليم كوردستان في الأسواق الفرنسية.
- ما الخدمات التي يمكن أن تقدمها ممثلية حكومة إقليم كوردستان لأبناء الجالية الكوردستانية في فرنسا؟
علي دولمري: يسعدنا أن تكون علاقتنا جيدة مع الجالية الكوردستانية في فرنسا، ولا سيّما في المدن التي تضم عدداً كبيراً من العائلات الكوردستانية، وقد تمكنا من تأسيس عدد من المنظمات غير الحكومية لأبناء الجالية للمضي بهذه العلاقات، ولدينا قسم معني بالخدمات الجالية الكوردستانية ويتولى إصدار الوكالات والتعهدات والعديد من الأعمال الأخرى، ويزورونا أبناء الجالية يومياً، ونتبادل معهم الزيارات من وقت إلى آخر، وننظم المناسبات والندوات لهم. وقد قدمنا خدمات إلى أبناء الجالية الكوردستانية دون تمييز. ونأمل أن نكون قادرين على تقديم أفضل الخدمات إليهم، ومن هنا أود أن أشكر الجالية الكوردستانية على دعمها الدائم لحكومة إقليم كوردستان في فرنسا، وخاصة خلال تنظيم المراسم الخاصة بالاستفتاء والمظاهرات من أجل قضية شعب كوردستان المشروعة. بابنا مفتوح لتقديم الخدمات للجالية الكوردستانية ولمواطني إقليم كوردستان الذين يزورون فرنسا ويواجهون مشاكل وعقبات.
- خلال المراسم، ما العمل والتسهيلات التي قُدمت للجالية الكوردستانية في فرنسا؟
علي دولمري: في عام 2020، تمكنا من إقامة أسبوع ثقافي في فرنسا. وهذا الأسبوع تضمن مناسبات واحتفالات متنوعة، ولا سيّما نوروز وحلبجة والانتفاضة. وقد قدمنا كل شيء جيد من أجلهم، ونخطط لعرض الملابس الكوردية، خاصة وإن فرنسا تهتم كثيراً بالثقافة والتراث. وأيضاً، بالنسبة لعيد نوروز نريد إحياء الذكرى من أجل التعريف بآدابهم وثقافتهم، وبالإضافة إلى ذلك، سنعقد عدة اجتماعات للشباب الكوردستاني في فرنسا، كالندوات مثلاً والمشاركة في دروس حول المشاريع ومساعدتهم على النجاح. وفي العام الماضي أقمنا حفلاً للذين حققوا نجاحاً في المجال الاقتصادي.
- هل هناك أي شيء رسمي فيما يتعلق بالتعاون بين حكومة إقليم كوردستان وفرنسا في مجالات مختلفة؟
علي دولمري: أود أن أذكر أنه في عام 2010 تم توقيع مذكرة بين إقليم كوردستان وفرنسا بين الرئيس بارزاني الذي كان آنذاك رئيسا لإقليم كوردستان ووزير الخارجية الفرنسي تضمنت عدة نقاط في جميع المجالات، وقد تم تنفيذ معظم النقاط، ومن المقرر تنفيذ النقاط المتبقية. وهناك مذكرة التوأمة بين باريس وأربيل للتعاون المشترك، حيث أن باريس مدينة مهمة وعاصمة مهمة في العالم. وهناك عدة اتفاقيات بين الجامعات الفرنسية وجامعات إقليم كوردستان حول التعليم، حيث يكمل العديد من طلبة إقليم كوردستان دراساتهم هنا بناء على تلك الاتفاقات. وهناك مدرستان فرنسيتان في إقليم كوردستان، إذ يكمل عشرات الطلبة دراستهم في تلك المدرستين. وفي المجال الثقافي اُنجز الكثير من العمل، فيما يعتزم المركزان الثقافيان الفرنسي والألماني إنشاء مركز ثقافي في قلعة أربيل.