حكومة إقليم كوردستان تنضم إلى الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة

تفخر حكومة إقليم كوردستان بالإعلان عن انضمامها رسميًا إلى عضوية الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) وتُعد هذه خطوة تاريخية تضع الإقليم في مصاف الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي.
وجاء هذا الإعلان خلال انعقاد المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، والذي يجمع دولًا وعلماء ومسؤولين بيئيين من جميع أنحاء العالم، ويهدف إلى تحديد أولويات الحفاظ على الطبيعة حول العالم.
وفي هذا السياق، صرّح الدكتور هاني الشاعر، مدير منطقة غرب آسيا في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، قائلًا:
"يسرّنا أن نرحب بحكومة إقليم كوردستان وانضمامها إلى الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة. هذه خطوة مهمة لتعزيز جهود الحفاظ على الطبيعة في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة بأسرها. إن الثراء الطبيعي الذي يتمتع به الإقليم، ودوره الريادي المتنامي في مجال البيئة، يوفران فرصة كبيرة للشراكة الفعالة. وسنعمل معًا للحفاظ على التنوع البيولوجي، وبناء القدرات على التكيف مع التغيرات المناخية، ودعم التنمية المستدامة للمجتمع والنظم البيئية".
من جانبها، صرّحت بيان سامي عبد الرحمن، المستشارة الأولى لرئيس حكومة إقليم كوردستان للشؤون الخارجية وتغير المناخ، قائلة:
"إن حماية الطبيعة خطوة تاريخية لحكومة إقليم كوردستان، وتعكس التزامها المتزايد بتعزيز البيئة، وحماية التنوع البيولوجي، والاستخدام المستدام لمواردنا الطبيعية".
وأضافت بيان سامي عبد الرحمن، التي تمثل حكومة إقليم كوردستان في المؤتمر المذكور:
"نحن ملتزمون بحماية جبالنا وأنهارنا وغاباتنا للأجيال القادمة، وسنشارك في الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية".
ويدعم رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، الحفاظ على التنوع البيولوجي في كوردستان، ودور حكومة الإقليم في حماية الطبيعة في العراق والمنطقة والعالم.
لماذا هذا الأمر مهم؟
عضوية الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة تربط إقليم كوردستان بأكثر من 1400 منظمة عضو في هذا الاتحاد، بما في ذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات البحث في أكثر من 170 دولة، والتي تشترك في هدف واحد يتمثل في حماية التراث الطبيعي للأرض، من خلال:
• تعزيز القوانين والسياسات البيئية بما يتماشى مع المعايير الدولية.
• التنسيق مع الخبراء الدوليين في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي، وإدارة المياه والتربة، وإعادة التشجير.
• الوصول إلى فرص بناء القدرات، ودعم مشاريع الحفاظ على الطبيعة والتكيف مع التغيرات المناخية.
• تعزيز السياحة الصديقة للبيئة، والاستثمار الأخضر كجزء من استراتيجية تنمية شاملة.
التنوع البيولوجي والثقافة الطبيعية في كوردستان
يُعد إقليم كوردستان موطنًا لبعض من أهم النظم البيئية والحياة البرية في العراق، حيث تُعتبر السلاسل الجبلية والغابات والأنهار في الإقليم موطنًا للعديد من أنواع الحيوانات، بما في ذلك نمر زاغروس الذي لا يزال يعيش في جبال بارزان وقرداغ والغابات الجبلية، وكذلك العرائس الكوردية، وكلاهما مدرج في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ومعرضان لخطر الانقراض.
هناك أكثر من 2000 نوع من النباتات والزهور البرية والأشجار والنباتات الطبية الخاصة بالنظام البيئي لجبال زاغروس، وقد تم تسجيل أكثر من 350 نوعًا مختلفًا من الطيور، بما في ذلك الطيور المهاجرة مثل اللقلق ونقار الخشب والنسور وعصافير كوردستان، وهي تمثل مؤشرًا على أهمية كوردستان كطريق لهجرة الطيور نحو شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتأمل حكومة إقليم كوردستان (KRG) في الاعتراف رسميًا بالعديد من المناطق كمناطق محمية، بما في ذلك بارزان، ومتنزه هلكورد–سكران الوطني، ومنطقة قرداغ المحمية، التي تضم آلاف الهكتارات من الغابات والمساحات المائية والحياة البرية.
وهذه المناطق ليست كنزًا بيئيًا ثمينًا فحسب، بل هي أيضًا مصدر رزق وثقافة وهوية للشعب الكوردي.
وستساعد العضوية في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة حكومة الإقليم على حماية هذه المناطق بشكل أفضل، ومواءمة استراتيجياتها مع المعايير الدولية.
خطوة نحو مستقبل مستدام
اتخذت حكومة إقليم كوردستان بالفعل عددًا من المبادرات، من بينها خطط التكيف مع تغير المناخ وإصلاحات إدارة المياه. وستعزز العضوية في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة هذه الجهود، وتفتح آفاقًا جديدة للشراكة الدولية من أجل الإنعاش البيئي والتنمية المستدامة.
وقالت مستشارة رئيس الحكومة: "إن الانضمام إلى هذه المنظمة هو إشارة للعالم بأن حكومة إقليم كوردستان مستعدة لأن تكون شريكًا مسؤولًا في حماية كوكب الأرض".
وأضافت: "نحن حريصون على التعلم من تجارب الآخرين، ومشاركة خبراتنا معهم، والمساهمة في خلق مستقبل أكثر خضرة واستدامة".
تأسس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، عام 1948، وهو أكبر وأشمل شبكة بيئية عالمية، يوفر المعلومات والإرشادات والشراكات لمساعدة المجتمعات على حماية الطبيعة وضمان التنمية المستدامة والعادلة.
دائرة الإعلام والمعلومات