دهوک... تدشين متنزه أثري هو الأول من نوعه في العراق والمنطقة يضم جداريات عمرها أكثر من 2700 عام
اربیل، اقلیم کردستان، (GOV.KRD)- دشّنت وزارة البلديات والسياحة بحكومة إقليم كوردستان الأحد، المرحلة الأولى من متنزه أثري في موقع قناة للري تعود لأكثر من 2700 سنة، حفرت على جدرانها منحوتات ضخمة.
وتعود الآثار المكتشفة في موقع فايدة إلى حقبة الملك الآشوري سرجون الثاني (705-721 قبل الميلاد) وابنه سنحاريب الذي خلفه.
ووسط الجبال الوعرة، أقيم حفل تدشين رسمي الأحد للمتنزه الأثري بحضور وزير البلديات والسياحة ساسان عوني والسفير الإيطالي في العراق ماوريتزيو غريغانتي.
وبحسب مدير الآثار والتراث في دهوك، الدكتور بيكس بريفكاني، فإن "زيارة الموقع تقتصر حالياً على السياح الأجانب وللباحثين والمختصين" فقط.
ويضمّ الموقع الذي يقع في جنوب محافظة دهوك وإلى شمال مدينة الموصل، قناة ري بطول عشرة كيلومترات، نحتت على جدرانها 13 منحوتة. وأمل بريفكاني أن "يتمّ اكتشاف أجزاء أخرى في المستقبل".
وأكتشفت هذه الجداريات في موقع فايدة على مراحل متعددة في السنوات الأخيرة، من خلال عمليات تنقيب قامت بها بعثة مشتركة من علماء آثار إيطاليين من جامعة أوديني ونظرائهم من مديرية آثار وتراث محافظة دهوك في إقليم كوردستان.
وتعود الجداريات التي يبلغ طولها مترين وعرضها خمسة أمتار، لنهاية القرن الثامن قبل الميلاد وبداية القرن السابع قبل الميلاد، كما أوضح في 2021 المدير المشارك للبعثة الإيطالية دانييلي موراندي بوناكوسي. ويعتقد أن الملك سرجون الثاني أو ابنه سنحاريب هما من أمرا بنحتها. وتمثّل كلّ جدارية ملكاً آشورياً وهو يقدّم الصلاة للآلهة السبعة الأكثر أهمية عند الآشوريين.
وحكم الملك الأشوري سرجون الثاني في القرن الثامن قبل الميلاد وأسس عاصمته في سهل نينوى قرب مدينة الموصل.
ويعدّ متنزه فايدة واحداً من خمسة مواقع سيشملها مشروع المتنزه الأثري مستقبلاً. وقال بريفكاني إنه "سيكون لهذا المشروع أهمية كبيرة للعراق عموماً ولكوردستان ودهوك خصوصاً، لأنه سيكون ذا جذب سياحي مهم، بالإضافة إلى كونه رافداً اقتصادياً" مهماً.
ويعد العراق بلداً غنياً بالمواقع الأثرية حيث ازدهرت حضارات بلاد ما بين النهرين من السومرية والأكدية والبابلية والأشورية. وشهدت أرضه أولى الحضارات التي تعتمد اقتصاداً مبنياً على الزراعة مع ابتكارات في مجال الري، ويعتبر مهد أول قانون مكتوب وأولى المدن.