منسق التوصيات الدولية عقد مؤتمر صحفي في ذكرى جريمة سنجار
أربيل، إقليم كوردستان، العراق (GOV.KRD)- قبل ثماني سنوات شن إرهابيوا داعش هجوما عنيفا على عدد من المناطق في إقليم كوردستان، لا سيما المناطق التي يعيش فيها الإيزيديون في سنجار و ضواحيها، تعرض على اثرها إخواننا وأخواتنا الايزديين الى ابشع جريمة انسانية تمثلت بالابادة الجماعية و الخطف و السبي وأجبروا على مغادرة منازلهم وبيعهم في الموصل وسوريا. كما أدت الأعمال الإرهابية إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا فيما بعد إلى إقليم كردستان لحماية حياتهم وبناء الأمل.
في هذه الذكرى الاليمة صرح الدكتور ديندار زيباري منسق التوصيات الدولية في حكومة الاقليم كوردستان قائلا: انتهك ارهابيوا داعش بجريمتهم هذه جميع أعراف ومبادئ حقوق الإنسان، لذا يجب على العالم أن يستمع ويفهم الصرخة المشروعة والصاخبة للمجتمع الايزدي الذي يسعى فقط الحماية من التطرف، العيش بامان و استقرار في وطنهم و صون حقوقهم السياسية والثقافية والتمثيل العادل. ما حدث في سنجار مأساة هزت ضمائرنا لذا يجب تكثيف الجهود الوطنية والدولية للاعتراف بالجرائم على أنها إبادة جماعية و ستواصل جهودها لتعويض الايزديين و محاكمة مرتكبي هذه الجريمة.
زيباري اشار الى ما قدمه حكومة الاقليم لمساعدة الايزديين قائلا: أصدر مجلس وزراء حكومة إقليم كوردستان القرار رقم ٥١٧٠ بتاريخ ٢١/ ٨/ ٢٠١٤ بتشكيل لجنة عليا لتعريف الجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين على أنها إبادة جماعية.
عملت اللجنة على مر السنين لتدويل القضية و رفع شكاواهم إلى المحكمة الجنائية الدولية. أعيد تفعيل اللجنة في الحكومة الحالية وتواصل تهيئة الظروف للاعتراف بمأساة الإيزيديين و مكونات سهل نينوى كونها إبادة جماعية وتقديم إرهابيي داعش إلى العدالة. اضافة الى ذلك تم تكليف مكتب منسق التوصيات الدولية بالتنسيق مع فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيزي المسائلة في جرائم داعش (UNITAD) يتواصل مكتب المنسق مع المؤسسات المعنية وقد تم تقديم العديد من الوثائق ذات الصلة إلى الفريق الاممي حتى الآن.
حول تعريف جرائم داعش على الصعيد الدولي قال منسق التوصيات الدولية، وثقت حكومة إقليم كوردستان ملفات آلاف المختطفين الأيزيديين. بدأت أرشفة وثائق المخطوفين الأيزيديين في ١ كانون الأول ٢٠٢١ وانتهت في ٣ نيسان ، خلال هذه الفترة تم أرشفة ٣٥٤٣ حالة (٥٣٩٣) صفحة، كما تم تقديم الدعم االنفسي لأكثر من (٢٢٣٤)ضحية. لتوثيق جرائم داعش ، نسقت حكومة إقليم كوردستان مع يونيتاد ، ومن خلال لجنة التحقيق وجمع الأدلة والمعالجة (CIGE) ، قامت بأرشفة أكثر من ٧٣٩١ صفحة من الأدلة إلكترونياً لهذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك ، تم تقديم (٤٢٠٦) قضايا إلى المحاكم كشكاوى. ومن بين هذه الحالات ، تم اكمال (١٧٧٨)قضية، و يجري العمل على (٢٤٢٨) قضية. و حول جهود الحكومة لانقاذ المختطفين اوضح منسق التوصيات الدولية: بذلت حكومة إقليم كوردستان جهودا دؤوبة للإفراج عن المختطفين، فشكلت لجنة لجمع المعلومات و التحقيق في قضايا المخطوفين وخصصت ميزانية لهذا الغرض. اعتبارًا من يوليو ٢٠٢٢، تم إنقاذ ٣٥٥٤ شخصًا: من بينهم ١٢٠٧ من النساء و ٣٣٩ من الرجال و ١٠٥١ من الإناث و ٩٥٧ من الأطفال الذكور. بالإضافة إلى ذلك لا يزال ٢٧١٧ شخصًا في عداد المفقودين.
منسق التوصيات الدولية في حكومة الاقليم اشار الى التعاون القائم بين حكومة الاقليم و اليونيتاد قائلا: كجزء من مشروع ا الارشفة الإلكترونية لجرائم داعش، ساعدت حكومة إقليم كوردستان يونيتاد في الوصول إلى المحفوظات الوثائقية المتعلقة بجرائم داعش التي تم جمعها و حفظها من قبل حكومة إقليم كوردستان ، بما يتماشى مع التزام العراق بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم ٢٣٧٩ لمحاكمة داعش على المستوى الدولي.كما زودت حكومة إقليم كوردستان اليونيتاد بتقارير ومعلومات مستفيضة عن قيادة داعش ومواردها المالية حتى يتمكنوا من بدء تحقيقاتهم القانونية.
منسق التوصيات الدولية اشار الى جهود الحكومة للعودة الآمنة الى سنجار و المناطق الاخرى قائلا: قدمت قوات البيشمركة و القوات الامنية لحكومة اقليم كوردستان تضحيات جسيمة في الدفاع عن المناطق التي سيطر عليها داعش و تحريرها بلغت ما يقارب (١٧١٩) شهيد و (١٠٣٦٩) جريح و (٤٧) مفقود، رغم ذلك ما يزال اوضاع تلك المناطق معلق لحد الآن. أبرمت حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية باشراف الامم المتحدة في تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٠، اتفاقاً يهدف إلى إعادة الاستقرار إلى سنجار، منها إخراج المجاميع المسلحة غير القانونية من المدينة. للاسف لم تُنفذ الاتفاقية لان عناصر حزب العمال الكوردستاني والميليشيات المسلحة ما زالوا يتمركزون في المدينة و هو ما سبب اجواء من عدم استتاب الامن و استحالة تقديم الخدمات و المشاريع اليها.
زيباري اوضح ايضا: نتج عن عدم تنفيذ اتفاقية سنجار نزوح حوالي ١٤٠٠ أسرة من سنجار صوب مناطق ومدن الإقليم، كما خلق فراغا امنيا واسعا استغله الارهابيين للقيام بأعمال ارهابية، ففي عام ٢٠٢١فقط قامت الجماعات الارهابية بتنفيذ (٢٥٧) هجمة على المناطق المحررة التي تشهد فراغا امنيا نتج عنها ٣٨٧ شهيد ٥١٨ جريح و ٣٧ مفقود.
في ختام تصريحه دعا منسق التوصيات الدولية الجهات المعنية الى ضمان عودة النازحين من الايزديين و المكونات الاخرى الطوائف، الذين أجبروا على الهجرة بسبب الهجمات الإرهابية والتهديدات. كما يجب تذليل العقبات السياسية والإدارية التي تعيق اعمار مناطقهم.